نص التدوينة
لا أحد منا يستطيع أن ينكر ما وصلنا له من فساد انعكس في كل مناحي الحياة: ضرب الإدارة و الحكم الرشيد في مقتل فانتشر اختلاس المال العام بلا رحمة و ساد سوء التسيير. جر أطنابه في الصحة في المواد الغذائية فانتشر التزوير و الغش و التدليس و كثرت الأمراض الخبيثة و أنواع السرطانات. أثر في العلاقات العامة و الخاصة فانتشر الكذب و النفاق و التملق. و عاد المجتمع القهقرى للمنظومات البدائية من قبلية و جهوية و فئوية و لونية و ساد خطاب الكراهية، فانحسرت قيم الدولة و المواطنة، و كشرت الغوغائية و الشعبوية عن انيابها ذات أيام كادت مؤسسات الدولة تسقط تحت اقدامها. و بطبيعة الحال لن ننسى تفاقم انتشار ظاهرة العنف في السنوات الأخيرة فتزايد الإغتصاب و القتل و الإختطاف. إلى جانب كل هذا تدهور التعليم، الذي يمكن اعتباره قاسما مشتركا مؤثرا و فاعلا في كل تلك السلبيات.
من يظن أن الوضع يمكن أن يستمر و أن مقولة "عفا الله عن ما سلف" ما زالت ممكنة واهم، أو لا يريد بقية من هذا البلد.
صحيح أن طريق الإصلاح ليست معبدة و لا مكسوة بالورود، و لا شك أن لها ثمنا لا بد من دفعه، و لكن لا خيار غيرها، إذا كنّا نريد انتشال بقية من هذا الوطن.
لا بد من إعادة تأسيس يقوم على مؤسسية الدولة و تطبيق القانون و المساءلة و المحاسبة إن اقتضى الأمر ذلك، و لكن بروية و حكمة بعيدا من الشخصنة و تصفية الحسابات الضيقة.
الإصلاح مسؤوليتكم جميعا أيها الموريتانيون و الموريتانيات، و التقاعس عنه، من أي كان، خيانة لهذا الوطن و مساهمة في غرقه في المزيد من الوحل.
اللهم أمن على هذا البلد فإن أهله غافلون!