شركة SOMELEC: حين يتآزر الفشل والفساد!

أحد, 05/07/2020 - 11:19

الراصد/ محمد محفوظ أحمد - حين يذكر الفساد تتوجه الأذهان إلى سرقة المال والرشوة... فقط، لكن الفساد أشمل!

شركة الكهرباء (شومك) هي أكبر مثال على الفساد في هذه الدولة، حيث يشتعل في قمتها ويتفاعل في قاعها... دعكم من فسادها المالي فلا طاقة لبشر به.
ولكن فسادها الإداري لا يقل خطورة، بل هو أكثر ضررا وأوسع بلاء على الناس.

فهذه الشركة التي يلغمها كل وزير يتولاها وكل مدير يسيرها بعشرات العمال والموظفين الذين لا يحملون غالبا من الكفاءة غير قرابة الدم أو المصاهرة أو المخادنة... فاشلة حتى في توصيل فواتير المستهلكين إليهم ليسددوها في وقتها أو يعلموا بها... بل فاشلة حتى في إشعار من يقرأون أو يفهمون، بفواتيرهم بواسطة رسالة نصية قصيرة مثلا! 
فهي فاشلة في الأساليب التقليدية وأفشل وأخطل في استخدام التكنولوجيا الميسرة...!

تعامل الشركة المستهلكين بعقليتها اللصوصية؛ بل بإرادة الشر! حيث تقطع الكهرباء (وعادة تحرص أن يكون ذلك مع بداية عطلة الأسبوع مثلا)... وحين يراجع المستهلك أحد مكاتب الشركة القذرة المُهينة يخبرونه بأن السبب عدم تسديد الفاتورة... 
- وأين الفاتورة؟ 
- لا ندري، لا يهمنا ذلك!
ويكون المسكين إما أن يدفع الفاتورة وغرامة التأخير ثم ينتظر ما شاء الله من الزمن حتى يعاد له التيار، وإما أن يدفع رشوة لأحد الموظفين أو سماسرتهم الجاهزين كي يعيد له التيار فورا بصورة "غير شرعية"، ويعيش مع الخوف وتأنيب الضمير...!

وإذا كتب الله عليك، بذنوبك، أن تتنازع مع "صوملك" أو حتى تطلب "خدماتها" بالطرق القانونية، فسوف تكتشف أنك تزرع الحنطة في المحيط، وأن الانخراط في أعمالها غير الشرعية، والاعتماد على خدمات "المافيا" المنبثقة عنها؛ ربما على مستويات المديرين ورؤساء المراكز، هي السبيل الوحيد لتسلم من الظلم؛ بل وهي الطريق إلى الكسب المريح لخدمات الكهرباء...

ومن المفارقات المناسبة أن "صوملك" تنفق أموالا طائلة على طباعة وإصدار الفواتير الورقية، بل وتعين موزعين لها... ولكن بدون أي جدية ولا متابعة على الاطلاق.
----------
أخيرا رغم توفر الشركة على مصادر كبيرة للطاقة الرخيصة (من الشمس والرياح والنهر) ورغم انخفاض أسعار المحروقات كثيرا، لا تزال أسعار الكهرباء في بلادنا باهظة وغير منصفة، وتحسب بطريقة جائرة تفترض أن المواطنين الفقراء لا يستخدمون الكهرباء في غير الإنارة البسيطة (حكاية تسعرة 1200 كلف سنويا!).

وهكذا اجتمع علينا غلاء سعر الكهرباء وسوء خدماتها لدرجة العذاب الأليم!.