الراصد : تصحو .. لتجد صحافة بلدك تحتفل بأخذ صدقةٍ جديدة ،وهي الجالسة بذلّ على رصيف العوَزِ والفاقة منذ ستين عاما ، كل يوم متصدّق جديدٌ ينضمّ للائحة المتفضلين علينا
ربّاه ما هذا السقوط ؟! اليوم صدقةٌ مغربية جديدة ، وبالأمس كان الإخوة الجزائريون هناك يوزعون صدقاتهم ، وفي اليوم نفسه وصلت شحنة ثالثة من الصين ، وقبلها بأيام الإمارات وتركيا ، والقائمة تطول
هذا دون الأموال الطائلة التي تبهرنا أحجامُها كل يوم فلا نرى منها إلا رقمًا على الشاشة (نزعوا الصفرَ منه ليخففوا عنا هول الصدمة )!.
كيف تريدون أن تجلسوا جنبا إلى جنب مع المتفضلين عليكم وتحاولوا أن ترفعوا أعينكم إلى عيونهم ؟! كيف ستنفخوا ريشكم في محفل دولي لتقولوا نحن دولة ذات سيادة وأنتم تقتاتون على مصّ وجوه الإخوة والجيران والأعداء وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم ؟!
السيادة والنّدّية تتطلب شموخًا وأنفَةً لا تكون للمتسوّل والذليل المحتاج
أين الكرامة والاعتزاز بالنفس ؟! كيف سيحترم العالم من ضُربت عليهم الذلة والمسكنة ؟!
وأهمّ من كل ذلك أين ذهبت كل هذه الأموال ؟ وكل تلك الهبات والصدقات ؟! هل سيتعالج المرضى تحت الشجر كما قال ولظ الزحاف لأنكم عجزتم عن إقامة مستشفى ميداني واحد ؟! عجزتم عن ت فير 10 اجهزة تنفس اكسجين؟ !
انظروا لتونس الأقل موادر وياللغرابة ، والتي انتصرت على الفيروس بحسن التسيير والتخطيط والعلم والقناعة ورفضت صدقات العالم وهِباتِه لأنها تعلم أن كل منحة أو صدقة تعني انتقاصا من الهيبة والسيادة ومساسا بالكرامة الوطنية
صار اسم بلدنا للأسف في محركات البحث العالملية مرتبط بتلقي المساعدات .
اللهم عليك بكل فاسد آكل للمال العلم ، اللهم اجعله له مرضا وبلاء في الدنيا وقهرا ومذلة وحسابا عسيرا يوم القيامة .
من صفحة / خالد عبد الودود