الراصد : مما لا شك فيه أن عملية الإتصال - المعروفة بالتدوين - بمعناها الواسع تمثل عملية تفاعل بين إهتمامات الرأي العام و ما يجول في نفسه من تداعيات مقابل قرارات و أطروحات السلطة السياسية .
نقل لواقع المجتمع بالطرق السلمية ، تعتمد الكلمة و الرأي المبني على القناعة والحجة و التحليل حسب الفهم ،
فهي رسائل يتم بمقتضاها إدارة حوار و تحديد أولويات الرأي العام ، والتعبير عنها و إيصالها الي النظام و الرأي العام و بعبارة واحدة التعبير عن المصالح المرجوة و تصحيح لماهو واقع في ظل تطلعات منشودة ،
و بذلك يكرس مبدأ أساسي في الديمقراطية و الذي يحميه القانون و الدستور و هو حق التعبير .
إن خنق الحريات العامة وحق التعبير كما يقول الرئيس بيرام الداه أعبيد ، ( لدليل على ضعف القدرة على إستعاب الآخر المطالب و الناقد و المبين لمواضيع العجز في نظامنا السياسي ) الديمقراطية يكون أساسها التفاعل ، الديمقراطية تسير بشكل محكم عندما تتم الإستجابة لمطالب الشعب ، و ما يراه مناسبا لأي مسار .
إن خنق حرية التعبير و متابعة المدون بصيغة بوليسية ، و التهامه بالطريقة الرجعية البالية ، التي تجعل من مقدمها أضحوكة و تدل على دكتاتورية فكرية و كأن لسان الحال / نحن أهل الرأي و الفكر أما أنت كل و أشرب و نم ( حياة البهائم ) . عيش بلا فكر ، بلا قول ، بلا نقد ./
قتل العقول و تدمير روح المتابعة حتى لا يكون هناك وعي ، إنها ديمقراطية الغاب ، ديمقراطية بمقاس نظام لم يجد غير السجن دفاعا عن مشهد خانق و غير قابل للحوار لأسباب معلومة معروفة ،
إن دعم بعض وسائل الإعلام التي هي بنت السلطة و ربيبتها حتى تكون أداة للتعبئة السياسية و شحن العواطف حتى تتم قولبة المشهد ، و صرفه عن حقيقة ما يجري في عملية تزييف و حبك واقع مبني على المستقبل المجهول بحجج .
سوف في القريب .... ، ندرس بشكل جدي .... ، هناك إستراتيجية نحن بصددها .... ،
لم تعد مثل هذه الأطروحة نافعة و لا مقنعة ، إن درجة الوعي اليوم على السلطة التعامل معه ، و على السلطة أن تعترف بما هو كائن من فهم عميق لكل الحيل ، يقول الرئيس بيرام الداه أعبيد ( إن حق الأفراد و الجماعات في إبداء الرأي مكفول بقوة القانون، وأي مساس بهذا المبدأ يعتبر كسر لمفهوم الديمقراطية و تجاوز فاضح للقانون ) .
نرجوا أن تتحقق الآمال في فتح باب الحريات و التعامل معها كحالة صحية ، حالة تستدعي الدعم لا القمع ، كما هو حاصل ( لمنظمة إيرا و حزب الرك ) .
أقول لهم ( أما آن لهذا الفارس أن يترجل )
إن موريتانيا في حاجة لكل أبنائها و بناتها ، في حاجة إلى كل رأي مهما كانت طبيعته ،
الحرية لكل مدون ، لكل حر يعبر عن نفسه و رأيته ، الحرية لكل مواطن ،
موريتانيا للجميع و تسع الجميع ،
مكي عبد الله
ناشط في المنظمة الإنعتاقية ( إيرا)
أنواذيب بتاريخ /12/06/2020