الراصد : التنكيل بمواطنين عزل على قارعة الطريق، لمجرد أنهم لم يلتزموا بحظر التجول تصرف مدان، و تسريب خبر كاذب عن فصل المتوردين لطمس آثار جريمتهم أسلوب يعكس استهتار الأجهزة بعقول الناس.
فإذا كان ما اقترفه أفراد أمن الطرق يرقى إلى هذا المستوى، فالأولى مكاشفة الشعب بالإجراءات التي تم اتخاذها ضدهم و ليس مغالطة الرأي العام بتسريبات تعممها الأجهزة الأمنية عادة على "عيونها" أو من يسمونهم بلغة المخابرات "مصادر المعلومات" التي تتعامل معها في الصحافة و في المجتمع و بعضهم لا يجد غضاضة في الظهور بهذه الصفة كلما أوُكلت إليه مهمة التشويش على قضية مجتمعية و حرفها إلى جدل بيزنطي لا ينتهي إلى نتيجة.
عندما سمعت بقصة فصل عناصر أمن الطرق الذين ظهروا في الفيديو المتداول على منصات التواصل الإجتماعي، لم أصدق الخبر لأنه لو ثبت، سيتطلب الأمر مسارا طويلا من التحقيق مع العناصر إلى مثولهم أمام محكمة تأديبية و إنزال العقوبة المناسبة عليهم و حبسهم... إلخ .. و قد لا يكون تسريب هذا الخبر إلا للتهدئة و كسب تعاطف الغاضبين في انتظار اتخاذ إجراءات عقابية بحق المشمولين في الملف قد لا تتعدى على الأرجح حبسهم عدة أيام و تحويلهم إلى مكان آخر.
وعموما يبقى تصرف عناصر أمن الطرق مع المواطنين بهذا الأسلوب الأرعن، مدانا بكل المقاييس، و يعبر عن شهوة العنف لدى بعض أفراد قطاعاتنا العسكرية و الأمنية و هو ما يتطلب إدراجه في خانة النقص في التكوين و التوجيه المعنوي الذي يجب على القيادة العسكرية أن تعالجه لتلافي وقوع مثل هذه الأفعال الشاذة و الغير مقبولة مستقبلا.
أما الإعتماد على التسريب و توجيه (مصادر المعلومات) لتضليل الرأي العام بأسلوب تجاوزه الزمن، فهو موقف لا يعكس إلا عجز هذه الأجهزة عن أن تكون خادمة للشعب و هو ما يضمن لها أن يكتشف الناس نبل مهامها و قربها منهم في أوقات الراحة و أوقات الأزمات، لأن مهمتها هي حمايتهم و خدمتهم و ليس تعنيفهم و سحلهم في الشوارع.
سيداحمد ابنيجاره