أعلن وزير الصحة الدكتور نذيرو ولد حامد بأسم اللجنة الوزارية يوم الاثنين 16مارس2020 عن إغلاق تام للحدود البرية و المطار ابتداء من الثلثاء 17مارس.
اي انه أعطى فرصة 24 ساعة فقط للراغبين في العودة ، وهذا الوقت لا يكفي طبعا لترتيب الامور والعودة، مما أدى إلى تواجد مئات العالقين من الموريتانيين في دول الجوار أغلبهم في ظروف صعبة جدا، بالرغم من اتخاذ الدولة لجملة من الإجراءات لمآزرتهم، لكنها تبقى قطرة في بحر المعاناة الناتجة عن هذه الوضعية.
وفي اجتماع لاحق للجنة الوزارية ، وبعد شفاء كل الحالات المسجلة الحمدلله باستثناء حالة الوفاة الاولى الغامضة - والتي لازلنا ننتظر نتائج التحقق المعلن عنه بصددها- رفض معالي وزير الصحة بقوة فكرة عودة العالقين بل انه لوح باستقالته في حالة اتخاذ اي قرار بعودتهم.
لتستمر معاناة مئات الأسر و الافراد العالقين، ويستمر تجاوز الحكومة وظلمها لهم ، وتستمر استقالة الدولة وتخليها عن حماية رعاياها المتواجدين في الخارج، تحقيقا للسيادة الوطنية، ذلك المفهوم المقدس لدى رجال الدولة والمتجاوز لدى أشباه الرجال.
لا يمكن أن تكون الجمهورية الإسلامية الموريتانية، استثناء عن كل دول العالم القوية والضعيفة التي نظمت رحلات إجلاء لمواطنيها العالقين، على سبيل المثال لا الحصر تونس أجلت 23 الف مواطن تونسي من دول اروبا الأكثر تعرض للوباء ايطاليا وإسبانيا، مالي الدولة الضعيفة والمنهكة بالحرب الأهلية أجلت المئات من رعاياها، تركيا ترسل طائرة لإجلاء مواطن واحد اصابته بالوباء مؤكدة ، والولايات المتحدة الأمريكية تجلي رعاياها من نواكشوط وأغلبهم من اصل موريتاني .
لكن رب ضارة نافعة ، شكرا معالي وزير الصحة لو سمحت بعودة العالقين، لحملوا مسؤلية تدهور الوضع الصحي الحالي وفقدان السيطرة .
تضحيتكم بهولاء وتجاهلكم لحجم معاناتهم، والضمير راجع هنا للجنة الوزارية يذكرني بالقول التاريخي الشهير لرئيس الوزراء البريطاني الأسبق رجل الدولة الفذ وينستون شيرشيل
،،لقد اخترتم المذلة تفاديا للحرب، ورغم العار فرضت عليكم الحرب،،
"Vous avez voulu éviter la guerre au prix du déshonneur.Vous avez le déshonneur et vous aurez la guerre"
Winston Churchill
"نذيرو لاتولي"
"اللجنة الوزارية لاتولي"
كم اكره هذه الشعارات السخيفة و خاوية المضمون.