ظاهرة التسلل عبر الحدود...الخطر المتربص(خاص)

سبت, 09/05/2020 - 15:04

الراصد : تواجه البلاد منذو دخول قرار إغلاق الحدود حيز التنفيذ خطرا كبيرا بسبب الانتشار الواسع لفيروس كورونا، في كافة دول الجوار، الأمر الذي أصبح يؤرق الدولة الموريتانية، وجعل قلوب الساكنة ترتعش خوفا من دخول المتسللين، الذين أصبحوا نتيجة لمضاعفات الفيروس الأخيرة، قنبلة موقوتة. 

لا شك أن القوات المسلحة، تنتشر على كافة الخطوط الحدودية، من أجل سد كل ما من شأنه أن يكون خطرا على السكان، مهما كان شكل الخطر ونوعه تتصدى قواتنا المسلحة، لكل ما من أن شأنه أن يسبب أي ذعر أو خوف لساكنة البلاد.

لم يكن خطر فيروس كورونا، بالأمر العادي فهو خطر حقيقي والتصدي له لا يمكن ان يكون من قبل القوات المسلحة بمفردها، فيجب تضافر جهود الجميع للتصدي للسيل الجارف من كافة المنافذ والمعابر الحدودية.

إذا من هنا على كافة المواطنين المتواجدين في القرى القريبة من الحدود، أن يقوموا بالسهر من جانبهم على إبلاغ السلطات، بأي متسلل ولوكان من فلذات أكبادهم، فالأمر فيه خطر حقيقي على الجميع ويمكن من خلال متسلل واحد، أن تنتشر العدوى في صفوف عشرات آلاف المواطنين.

يجب إطلاق حملات إعلامية من قبل جميع الوسائط الإعلامية، على عموم التراب الوطني حملات متنوعة، تطلع المواطنين على مخاطر الفيروس القاتل وسبل التصدي للوباء، وطرق انتقاله وكيفية تجنب مخاطره .

التسلل قنبلة على هاوية الانفجار

التسلل هو ما يقع من دخول للبلاد، بطرق ملتوية عبر منافذ سرية على الشريط الحدودي للبلاد سواء من أي جهة من جهات دول الجوار، وبالخصوص الشريط الحدودي، الواقع بين دول مالي والسينغال.

على المواطنين أن يعوا مخاطر التسلل، وأن يفهموا أن المتسلل في هذه الوضعية الحرجة، التي تواجه فيها البلاد خطر فيروس (كورونا 19) المستجد، يعتبر جاذبا قنبلة على هاوية الانفجار، إذا انفجرت لا يمكن الوقوف أمام لهيبها الخطير وألسنة نيرانها المتطايرة.

كل تسلل يحسب جريمة نكراء، يجب محاسبة كافة الأطراف المتعاونين فيها وعقابهم، لينالوا ما يستحقون من جرم  فهم بهذه الممارسة أصبحوا مساهمين في عمل إرهابي كبير، يمكن أن يجذب إلى الوطن مخاطر يعسر توقيفها على المتصدين مهما كان حجمهم.

إذا تتبعنا الشروط الحدودي، فسنجد أن هذا الشريط الواقع بيننا مع الدول الأكثر احتكاكا بهم، من غيرهم ويقع بيننا وبينهم كثير من التداخل، كدولة مالي التي بيننا معها كثير من التبادل، في كافة المجالات.

أما حدودنا مع الجارة السينغالية، أو الشقيقة السينغالية، فهي لا تقل تداخلا عن اختها وتربطنا جميعا مصالح مشتركة، لا يستطيع أي متتبع تعدادها ولا إحصاؤها لكن الأمر، هنا يختلف اختلافا كثيرا نتيجة للخطر القائم، الذي أصبح يهدد الناس على عموم المعمورة.

دعوة لمحاسبة كل متورط في الخطر

انتشرت دعوات واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، لمحاربة ومعاقبة كل من تسول له نفسه، إدخال أي متسلل، إلى وسط البلاد.

يجب في هذا الصدد سن قوانين رادعة للمتعاملين، أو المتهاونين مع المتسللين، إلى وسط البلاد الذين يمكن أن يكونوا حاملين للخطر الحقيقي، الذي قد يؤدي إلى مخاطر كبيرة، على ساكنة الوطن.

التهاون مع المتسللين أو التغاضي عن دخولهم، يعتبر جريمة يحاسب أصحابها حسابا شديدا، وتفرض عليهم غرامات مالية ضخمة، حتى لا يعودوا إلى فعل مماثل ولا يستطيع أيا كان أن يمارس مثل ما كانوا يمارسون من أعمال مشينة، تضع البلاد في مخاطر كثيرة. 

تتعالى أصوات المواطنين، إلى توقيف كل متسلل ومحاسبته أشد الحساب وتوقيف المتمالئين معه والمتعاونين ومعاقبتهم، عقابا رادعا  لنقف بذلك شلال التسلل، الذي يمارس من خلال بعض المواطنين المغفلين، الراغبين في الحصول على مبالغ مالية زهيدة، لا تقدم ولا تؤخر.

على الدولة أن تفرض رسومات باهظة، على أي متسلل تسلل عبر الشروط الحدودية أو المنافذ الداخلية، وأن لا تتساهل مع العملية الخطيرة والمثيرة، إلى درجة كبيرة، التي يمكن أن تجذب من المخاطر، ما لا يفي تحت حصر.

ابتكار آلية جديدة للتسلل

لما حكمت السلطات كافة المنافذ الحدودية، ومنعت التنقل بين المدن ابتكر محترفون آليات جديدة للتسلل، بين المدن ومن المنافذ الحدودية، الأمر الذي أصبح يقع عن طريقه التسلل بكل سهولة، لهواة العمل الخطير.

من ضمن تلك الخطط، التي أصبحت ممارستها على مرأى ومسمع من الجميع، ما يقع في الشاحنات من ممارسات مشبوهة، تتمثل في اكتتاب أصحاب الشاحنات في كل رحلة، لهم لمعاونين جدد.

أكدت جهات مطلعة، أن المتعاونين الجدد الذين يكتتب سائقي الشاحنات في كل رحلة ليسوا معاونين، وإنما هم متسللين دفعوا للسائق مبالغ مالية معتبرة، مقابل إدخالهم بحجة أنهم متسللين.

يتضح من خلال ثنايا هذه السطور، أن عملية التسلل الجديدة، أصبحت بضاعة رائجة لأصحاب الشاحنات، يجنون منها مبالغ مالية كبيرة، يعملون هذه الممارسات داخل البلاد، بين المدن في النقاط الحدودية.

من بين الآلية والحرف الجديدة، في طرق التسلل أن كثيرا من المتسللين، يأتون وسط الأكياس، يمرون بالسلطات دون أي تفتيش، لما في السيارة، مما يعني أن كثيرا من المكلفين بالأمن، لا يعملون عملهم بالطرق الحقيقية.

من هذه المعطيات السابقة، يجب أن تحمل الأمور على محمل الجد، ويقع التفتيش الصارم لكل السيارات، التي تمر بطرق مرخصة.

من آليات ابتكار الحرف الجديدة للتحايل، على العملية لإفراغها من محتواها الأصل، هو ما يمارس كثيرون من الأعمال لتذليل الصعاب، أمام الدخول إلى وسط البلاد، الأمر الذي جعل كثيرين يلجئون إلى المستشفى، لأخذ ورقة رفع ليدخلوا عن طريقها، إلى العاصمة نواكشوط.

التسلل والتحايل على السلطات

مما يحز في النفس، كون سلطاتنا تسعى دائما من أجل الحفاظ علينا، خوفا من مضاعفات للوباء الكارثي، الذي جعل الدولة تأخذ كافة الإجراءات الضرورية لمواجهة الخطر الحقيقي، الذي يهدد الكيان البشري، على عموم المعمورة.

ما يقع من تحايل ممنهج على السلطات، بالتسلل بكل الأشكال والانواع، يعطي صورة خاصة عن الممارسة المشينة، التي تقع بين الفيئة والأخرى عن طريق محاولة