الراصد : مع الإستحواذ الإقتصادى و السياسي عن طريق العنف و نزعة الإستظلال ، كانت النتيجة الحتمية إنشطار طبقي داخل بنية المجتمع إلى طبقتين ، طبقة حاكمة مستبدة تملك كل مقومات الحياة الكريمة من رأس المال و العلم و طبقة عاملة تمثل العبيد وكل المرحومين فظهرت الإقطاعية بكل أشكالها و أنواعها ، ومن بين هذه الأنماط الإقطاعية الزراعية التي يعمل فيها العبيد بالمئات والا لاف دون إنصاف بل تم إستقلالهم بأبشع الصور و الطرق ، و عدم وجود في قلوب جلاديهم رحمة ولا ذمة ، فلم يجدوا من يرحمهم أو ينقذهم من البطش و الجبروت المحمي من قوة القبيلة قديما ثم الدولة الراعية و المحافظة على الإقطاعية من خلال تثبيت قوى في دائرة ( تداول السلطة بين الجنرالات) و كذلك قوة تجهيل و الإبتعاد من مصادر العلم و المعرفة و إفشاء تفاسير تثبت الإستكانة و الخضوع ، من خلالها التبعية الفكرية و بتالي كتب على الشعب كما يقول الرئيس برام الداه أعبيد ( حرمان فكري و معرفي و سياسي و اجتماعي و تصديق كل ما يقال من وعاظ و أحكام الإستعباد) ولكن لحسن الحظ من داخل هذا الوضع المزري و من رحمه ظهرت معالم التمرد و حالة خروج عن المألوف . يقول الرئيس برام الداه أعبيد ( إن التباين الحاصل بين قوى الظلام و قوى التمرد يولد تصادم ينتصر فيه الحق و تظهر فيه الحقوق )
أمام قيام الوعي بالحقوق و معرفة الواقع الممارس من طرف النظام الإقطاعي و ما يعتمد عليه من أساليب أدت إلى ثورة على الموروث الرجعي الجاهلي الإستعبادي ، و برغم من الظلم و الإستعباد الذي ما زال ممارس من خلال حكم العسكر الذي يورث الموروث الجاهلي و اللا إنساني تحت مظلة الديمقراطية و بمسرحية رديئة ، مفضوحة النتائج و الأهداف ، المحافظة على مصلحة المافيا المتحكمة في البلاد و العباد و قد صدق فيهم قول الشاعر .
خليفة مات لم يحزن له أحد / و آخر قام لم يفرح به أحد
فمر ذلك ومر الشؤم يتبعه /. وقام هذا و قام النحس و النكد
ولكن مع الأثر الكبير الذي خلفه الفكر الإروي في نفوس المواطنين الأحرار أصحاب الضمائر الحية كان له الفضل فى خلق جسور التمرد على القوى الظلامية فى جو ديمقراطي يعتمد الحق مذهب ، و النضال طريق ، و الحقوق بكل مفاهيمها و أبعادها هدفا و غاية .
إن نهج الإقصاء و الهيمنة على العقول بالخرافات يجب أن يفهم بشكل لا يقبل الشك أنه ولى و أصبح مرفوض جملة و تفصيلا و عليه فإن المصالحة و فتح المشاركة و حقوق الإنسان و المواطنة و إعطاء الحق لكل الشرائح ، أمر لا مساومة عليه .
ونحن في إيرا و حزب الرك نطالب بفتح تشاور جدي لكي نجد حلا توافقي وطني لكل المعضلات التي تهدد وطننا و وحدة شعبنا .
إن منع منظمتنا إيرا و حزبنا الرك من التشريع لخير دليل على البعد عن طريق الديمقراطية و الشفافية و تقبل الآخر بفكره و طرحه ، و هو دليل على هشاشة النظام المتبع وعدم قدرته على المنافسة و فتح الباب أمام المواطنين ، أصحاب الطرح السديد و النقد المعتمد على الأدلة بلا مجاملة و لا محاباة ، أمام هذا المشهد بدء النظام الحالي يقرب من في الحقيقة كان أقرب من حبل الوريد تشكيلات تدعي المعارضة من أجل تحسين الواجهة أمام الشركاء الدوليين ، فى مشهد يجعلك تحس بالأسف و الحسرة .
واقع تسود فيه روح الإنتهازية ، مشهد أقل ما يمكن أن يوصف به أنه ضحك على المواطن و إستهزاء به و احتقار له و فى مدى فهمه .
كما نردد في كل مرة، موريتانيا للجميع و تسع الجميع ، ولا نهوض بإقصاء البعض بل التقدم و الازدهار لا يتأتى إلا برص الصفوف و وضع اليد في اليد و تعاون الجميع فى بناء الوطن الذي نحمله فوق الرؤوس و فى العيون .
مكى عبدالله
إطار و كاتب
عضو و ناشط فى مبادرة أنبعاث الحركة الإنعتاقية إيرا
أنواذيب بتاريخ 07/05/2020