الراصد : الواقع الحالى تسلسل تاريخي متعدد الأوجه و الأشكال ، تحدد طبيعة حكم العسكر و مضمون نظام بيروقرطي-فاسد مقيد بشروط قد حددت سلفا من طرف أباطرة المجتمع التقليدي قبلى ، عشائري ، لا يسمح بالخلاف ولا يحب أن يرى الآخر إلا من خلال ما يطمح له و يخدم مصالحه الشخصية ،
في مشهد جمود و تثبيت للوضع بصورته معارضا، إجراء أية بادرة للتغيير أو إعادة تشكيل الواقع من خلال الحريات العامة و حق التعبير و النقد الذي تكفله جميع التشريعات الدولية والوطنية التي يبرهن واقع الحال أنها مجرد زينة و ديكور من أجل تجميل الواقع القبيح الذي تقشعر منه الأبدان ، أمام الساحة الدولية ، إن التغيير و النمو المتواصل لدى الشعب المغلوب و المقهور بعامل الإقصاء و الحرمان من أبسط مقومات الحيات الكريمة ، يجعل من الصعوبة بمكان أن يقبل مثل هذه الظواهر، بل إن المجتمع يحمل و ينطوي على روح التغيير ، كما أكد ذالك السيد الرئيس بيرام الداه أعبيد ( قدرة المجتمعات على توليد القوى الحية و فرزها مهما كانت قوة الظلم و بطشه) ، فالقضية اليوم ليست قضيت ضرب و فك إعتصام و سجن صاحبة رأي و لا حتى القتل أو ممارسة الإرهاب من خلال البطش بمتظاهرين..... بل قضية وعي و ثورة على الموروث الرجعي الجاهلي الذى يتبناه و ينصح به المرضى حضاريا و فكريا.
إن الفكر الإيراوى من خلال خطابات الزعيم برام الداه أعبيد يحدد مسارين:
الأول : ترميم و إصلاح لهيكلة المجتمع من خلال تطبيق قاعدة المواطنة الحقيقية التى تعتمد على المواطن كفاعل أساسي وليس مفعولا به كما كان و مازال
و الثاني : إجراء تغيير شامل للقوى القديمة لعدم قدرتها على مواكبة الحاضر و ما يحمل من آمال و ما يطلبه من التقدم و النهوض ، أمام هذا الطرح ( الإيراوي) فإن إستخدام القوة و الهيمنة كما شهدناه الامس خلال تظاهرة جماهير ايرا الباسلة في نواكشوط، ممارس ضد الأحرار الذين جرمهم الوحيد موالاة إنصاف الحقوقية مريم بنت الشيخ، لهو دليل على ضعف المعرفة للساحة و ما تحمل من فكر تجديدي مبنى على إحلال علاقات جديدة محل ماهو موجود ، لعدم تطابقه مع المستوى المطلوب من الحقوق الفردية و الجماعية.إن سلطة البطش و ما تعتمد عليه من ترهيب و تهويل من أجل إثبات الذات القادرة، إنكشف مع مرور الأزمات السابقة ، ليعطي قوة و حصن منيع للدفاع عن حقوق الإنسان و حرياته الأساسية ، و تكثيف العمل الجمعي و التحسين من أدائه،
إن لهجة التصعيد في ظل ما تمر به الدولة اليوم من مخاطر جائحة كورونا، ظنا منها أن الساحة الوطنية و الدولية في حالة سبات و إنشغال منتهزة هذه الفرصة كنوع من الصيد في المياه العكرة من أجل رد خطر الوعيي و المطالب و إستخدام القوة الغاشمة، لدليل على أن الأساس و الطريقة هي نفسها التي كانت و إن إختلفت الأسماء و العناوين،
إن جميع الإيراويين و زعيمهم بيرام الداه أعبيد، يطالبون السلطات بخلق جو مجتمعي مدني متماسك لا إقصاء فيه تحت يافطة الدولة للجميع و خادمة للجميع، و الإبتعاد عن دولة الفرد و الشريحة و طلق الحريات و فتح باب التشاور بشكل جاد من أجل خلق دولة حاضنة لكل شرائحها و أفرادها.
مكى عبد الله
إطار و مدون
عضو و ناشط فى مبادرة أنبعاث الحركة الإنعتاقية ( إيرا)
أنواذيب بتاريخ 22/04/2020