الراصد : الاستبداد لا يحتاج الى الخطاب لتسليط الظلم على المستضعفين بل إنه يخشاه حتى يواصل ممارسته فى صمت و هدوء بعيدًا عن الأضواء .. .
فالمستعمر لم يكن يسب الشعوب التى كانت تخضع لإحتلاله و لم يكن يحتاج الى الخطاب العنصري أو الشتائم اتجاهها بل كان يكتفى بممارسة الظلم على أرض الواقع .
أما المجموعات المضطهدة التى لا تملك القوة الغاشمة فتعتبر الكلمة أحد أسلحتها للتعبير عن عمق معاناتها و التصدي للظالم و قد نتفهم منه بسهولة بعض المبالغات و الشطط فى اللهجة و فى اختيار العبارات ...
و بما أن تطبيق القوانين لا يعرف الاستثناءات فان أي قانون يحد من حرية الرأي و التعبير سيصب فى مصلحة المتنفذين و أصحاب الجاه .
لذا فان الحل الوحيد لتحقيق العدالة لصالح لحراطين هو ولوجهم الى مراكز صناعة القرار ليتمكنوا من المشاركة فى سن القوانين و تطبيقها على أرض الواقع ..
أما أن نتوقع أن يصوغ النظام القوانين و يتولى تأويلها و تطبيقها للانتقاص من امتيازات المجموعات المتنفذة التى تهيمن عليه و انصاف الفئات المظلومة فهو أمر لا ينطلى الا على هواة النضال أو السذج !!!
باريس، فرنسا
17 ابريل 2020
من صفحة / Hamed achim