الخطاب العنصري والكراهية أمور غير مرغوب فيها ومرفوضة، لكن أنجع السبل لمحاربتها ليست القمع والسجن وتكميم الأفواه وسن القوانين الخاصة بل بالقضاء على أسباب هذا الخطاب المتمثلة في الغبن والتهميش والفقر والجهل والحرمان من ابسط الحقوق الأساسية للمواطن الكريم الذي يشعر بالعزة في وطنه والانسجام مع مختلف مكوناته.
كما أن العنصرية الحقيقية هي عنصرية بعض الاسياد الذين لم يعانوا يوما من الظلم وليس لديهم من المسوغات والدوافع إلا التكبر وتضخم الأنا في أنفسهم المريضة والرجعية.
وهي تختلف جذريا عن الانفعالات، وردود الأفعال، والخطاب المستفز، التي يراد منها دق ناقوس الخطر ولفت الانتباه لتراكمات قرون من التجاوزات والمظالم والحرمان من الحقوق.
أن الكراهية تقاوم بالمحبة، والكراهية شعور وجداني ونفسي وشخصي جدا كان على المشرع عدم سن القوانين لمحاربة شعور قد يكون عابر وقد يزول بزوال أسبابه.
إنني اعلن تضامني مع المناضلة مريم منت الشيخ زوجة صديقي محمد جوج وام الرضيع محمدلمين مع علمي التام بانها تكرهني لأسباب تخرج عن إرادتها وعن إرادتي.
لكن لن أقاوم شعورها ذلك إلا بالمحبة والود الصادق ومآزرتها في محنتها وحمل مشعل رفع المظالم معها ومع غيرها من المناضلين.
افيقوا من سباتكم أيها السادة هنالك في برجكم العاجي
فالجماهير الكادحة والمحرومة من شريحة لحراطين تريد الاشراك في صنع القرار وفي السلطة لا ببعض الدمى في الحكومة بل بعشرات الوظائف والتعينات من الأطر الأكفاء في مختلف المجالات وبالاشراك في تسير وادارة البرامج والمشاريع التي تستهدف الرفع من هذه الشريحة.
حينما نحقق العدالة الاجتماعية والعدالة في تقسيم الثروة والعدالة في الولوج إلى الوظائف العمومية.
حينما نأسس المدرسة الجمهورية ويجلس أطفالنا على نفس المقاعد ويتلقون نفس الدروس دون تميز.
حينما نحمي حقوق الإنسان وندافع عنها ونكرس الحق في الحياة والحق في العيش الكريم والحق في السكن حينما "لانترك احدا على قارعة الطريق" حينما تشبع بطون المحرومين والمهمشين من " المشوي الغزواني الموعود" ساعتها ستكون العنصرية والكراهية مجرد ذكرى.