الراصد : شددت دول القارة الإفريقية إجراءاتها لمواجهة تفشي وباء كورونا المستجد (كوفيد-19)، بعد تسجيل حالات إصابة في أكثر من 39 دولة منها، وسط تخوف من احتمال زيادة وتيرة الإصابة بالفيروس خلال الأيام المقبلة.
وبعد أن ظلت القارة السمراء في منأى عن هذا الوباء لأسابيع، ها هي تسجل أكثر من 1021 إصابة و23 حالة وفاة, في 39 دولة دخلها الفيروس, وفقا لما أعلنه المركز الإفريقي للسيطرة على الأمراض ومنعها, التابع للاتحاد الإفريقي, السبت.
وحسب آخر تحديث للإحصائيات الصادرة عن المركز الإفريقي, فقد تم تسجيل أكثر من 220 حالة إصابة جديدة بالوباء في يوم واحد.
وقد أكدت إريتريا أمس السبت, عن تسجيل أول حالة إصابة لديها بالوباء, لإريتري يبلغ من العمر (39 عاما) كان عائدا من النرويج, وقد تم عزله فور عملية الفحص في المطار, وكانت نتيجة فحصه إيجابية ضمن اختبارات لاحقة بالمختبر الوطني, حسبما أفاد به وزير الإعلام الإريتري يماني جبريميسكيل.
وبدورها أعلنت جمهورية الكونغو عن تسجيل حالة إصابة جديدة بالفيروس لمواطن كونغولي يبلغ من العمر (47 عاما) وصل إلى (بوينت نوير) في 15 مارس الماضي, حسبما جاء على لسان رئيس وزرائها كليمنت موامبا, كما أعلنت غامبيا, حتى الآن عن حالة إصابة واحدة تتعلق بامرأة تبلغ من العمر (28 عاما) عادت من بريطانيا يوم الأحد الماضي, فيما أعلنت السنغال عن تسجيل 56 حالة.
ومن جهتها, سجلت الكاميرون إلى غاية يوم أمس, 13 حالة إصابة وافدة جديدة (بكوفيد-19) وفقا لوزير الصحة العامة مانودا مالاتشي, الذي أوضح أنه من بين 65 راكبا كانوا على متن رحلة (يوم 17 مارس) تم اختبارهم, سجلت 13 حالة إيجابية. وجميعهم بدون أعراض في الوقت الحالي.
ولم يتم الإعلان عن تقرير رسمي عن العدد الإجمالي للمصابين بالوباء في الكاميرون حتى يوم أمس, غير أنه يرجح أن تتراوح في حدود ال40 إصابة, من بينها حالتان تعافتا, وفقا لتقارير سابقة.
أما في غانا, فقد أعلنت السلطات الصحية في البلاد, مساء أمس, عن أول حالة وفاة جراء الإصابة بالفيروس, تعود لتاجر لبناني يبلغ من العمر (61 عاما) ثبتت إصابته يوم الخميس الماضي, بينما ارتفع عدد حالات الإصابة المؤكدة إلى 21.
وبالنسبة لمصر, أول بلد دخل عبره الوباء إلى القارة الإفريقية, فقد بلغ عدد الإصابات فيها 294 حالة من بينهم 10 وفيات, حسب آخر حصيلة أعلنت عنها وزارة الصحة والسكان, أمس.
وسجلت حتى الآن 7 وفيات جنوب الصحراء الكبرى, ثلاثة في كل من بوركينا فاسو والغابون وموريشيوس, بينما تم إحصاء أكثر من 500 إصابة حتى 20 مارس في ذات المنطقة, وفقا للتقارير الرسمية.
تشديد الإجراءات الصحية لكبح تفشي الوباء
ومع وصول الوباء القادم من الشرق (الصين), إلى القارة السمراء, سارعت دولها إلى اتخاذ التدابير الصحية الضرورية لضمان سلامة مواطنيها وكبح تفشي الفيروس, في ظل غياب شبه تام للإمكانيات خاصة في الدول الأكثر فقرا منها.
ونظرا للانتشار السريع للوباء عبر العالم, قررت جمهورية الكونغو الديمقراطية, منذ أن أكدت البلاد تسجيل أول حالة إصابة لديها في 14 مارس, إغلاق جميع الحدود البرية والنهرية والبحرية والجوية, حيث سيسمح فقط لسفن وطائرات الشحن بالمرور, كما شددت الحكومة إجراءات مكافحة الفيروس, بما في ذلك تعليق جميع الرحلات الجوية من الدول عالية الخطورة وجميع المسابقات الرياضية الجماهيرية.
ومن جهتها, أعلنت الكونغو برازافيل ,الإغلاق الفوري وحتى إشعار آخر لجميع الحدود, بعد تسجيل أربع حالات إصابة, كما أغلقت أنغولا التي سجلت أول إصابتين بالفيروس, أمس السبت, حدودها مع جمهورية الكونغو الديموقراطية.
وأعلنت حكومة غامبيا, هي الأخرى أنها ستغلق الحدود مع السنغال وتوقف جميع الرحلات الجوية ابتداء من يوم الاثنين, من أجل منع انتشار الوباء.
وسيتم إغلاق الحدود الغامبية, لمدة 21 يوما, بناء على اتفاق مع السنغال, حيث بات استمرار تنقل الأشخاص يمثل “خطرا كبيرا لنقل المرض”, حسب السلطات المحلية, غير أن القرار لن يؤثر على الخدمات الأساسية, مثل حركة أفراد الأمن, والإمدادات الغذائية, وخدمات الرعاية الصحية والأنشطة ذات الصلة, مع إغلاق المجال الجوي أمام جميع الرحلات باستثناء الرحلات الطبية وشحن البضائع في ذات الفترة.
أما كوت ديفوار التي أحصت 14 حالة, وبوركينا فاسو التي سجلت هي الأخرى 40 حالة, فمن المفترض أيضا أن تغلقا حدودهما, وقد تم فرض حظر تجول من الساعة 7 مساء حتى الساعة 5 صباحا وفي بوركينا فاسو.
ومن جهتها, شددت نيجيريا, أكبر دولة في إفريقيا من حيث عدد السكان (200 مليون نسمة), إجراءاتها في مواجهة الوباء, السبب, لا سيما من خلال فرض إغلاق جزئي للأماكن العامة ولمطارين دوليين.
كما أصدرت السلطات الدينية المصرية أمس, قرارا بإغلاق كافة المساجد والكنائس في البلاد لمدة أسبوعين, في إطار الإجراءات الاحترازية لمواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد – 19).
وأصاب وباء كورونا إلى غاية الآن 308.720 شخص عبر العالم, في 176 بلدا وإقليما تفي منهم 13.071 شخص أغلبهم في الصين وإيطاليا وإيران وإسبانيا وكوريا الجنوبية وألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة.
Le quotidien.mr