العاصمة الإقتصادية خارج التغطية الإذاعية .. و لا حل في الأفق (تحقيق _ صور)

أحد, 08/03/2020 - 17:37

تقول مصادر من الداخل إن بعض المحطات الجهوية التابعة للإذاعة تعيش حالة صعبة   منذ سنوات  نتيجة ضعف البث  و نقص المعدات الإذاعية حسب مصادر من داخل  الإذاعة العمومية .

إذاعة نواذيبو النموذج الأوضح  

في مدينة انواذيبو  العاصمة الإقتصادية للبلاد على سبيل المثال  تصل برامج المحطة الجهوية للإذاعة  إلى حي  واحد فقط  من  المدينة الضخمة  نتيجة  ضعف البث الإذاعي التابع لشركة البث TDM  .

و قد تحطمت  منصة  البث التابعة  ل TDM في  رمضان قبل الماضي (منذ عامين)   و لم تبق منها سوى أمتار قليلة ليختفي البث بعيد ذالك  عن جل العاصمة الإقتصادية  ( الصور ) .

لا حل يلوح في الافق

 يقول مواطنون في نواذيبو إن حالة غياب البث طالت كثيرا  ، و لا حل يلوح في الأفق بعد أكثر من عام  على اختفاءه ، و يضيف هؤلاء أن غياب البث الإذاعي عن العاصمة الإقتصادية غيب المواطنين عن مايحدث في بلدهم و جعلهم في غزلة كبيرة  ٠

و حسب معلومات متداولة  فإن المحطة في نواذيبو و غيرها  تنقصها التجهيزات الفنية بشكل حاد  و تعيش حالة صعبة  جدا  منذ  حوالي أربعة  أعوام .

و يرى البعض أن المحطة في نواذيبو كانت قد عاشت (فترة ذهبية) في عهد مدير أسبق لها ، و يقول البعض إنها انهارت مباشرة بعد مغادرته لها  .

معاناة و تجاهل  للحاجيات    

 تقول مصادر   إن المحطات الجهوية   لا يحصل  مسؤولوها  من إدارتهم المركزية  في نواكشوط  على وسائل العمل   ،  و  يعانون  في تسييرهم لمحطاتهم  وسط تجاهل الإدارة  لحاجياتهم و رسائلهم المتكررة  دون  أبسط متطلبات العمل الإداري و الإذاعي يقول أحدهم   .

حيث يضيف  أحدهم  :
 أضحت المحطات  مادة لسخرية الضيوف و الزوار لتواضع وسائلها و تهالكها ..، بعض ضيوف و زوار المحطات يعبر عن صدمته لواقع الإذاعات المحلية و يصفها ب (الخردة الإذاعية)   .

إذاعات نسيتها الدولة  و تبخل عليها المصالح الجهوية بالضيوف  

يرى كثيرون  أن عدة محطات  جهوية تابعة للإذاعة  تحولت مهمتها  الأصلية  إلى سراب بفعل ضعف بثها  و قلة وسائلها  و تجاهلها  من قبل الإدارة  المركزية و تهميشها من قبل  الولاة ،  و تهرب   المصالح الجهوية من التعاون معها و عزوف الضيوف  عنها   .

 

تقليص للبث و برامج تكرر منذ سنوات  

تراجعت ساعات البث في كل المحطات من 17 ساعة في روصو و نواذيبو و ألاك  إلى 4 ساعات أيام العمل فقط  بأمر من المدير العام الأسبق  للإذاعة عبد الله ولد أحمد دامو  لدواع لم تعرف   ،  بينما تحولت بعضها إلى منصة لتكرار المواد المسجلة منذ سنوات مثل محطة ولاية لعصابة كيفه و محطة لبراكنه ألاك  و لعيون و النعمة و نواذيبو  و تجكجة و أكجوجت  و أطار و باركيول  .

بعثات  (إنتاجية )  و مأموريات لا مسوغ لها في ظل وجود المحطات

عند زيارة رئيس الجمهورية مثلا إلى ولاية ما ،  تتحرك  من انواكشوط إلى الداخل طواقم إذاعية عدة  لمدة أيام  من أجل (تغطية) زيارة لمدة ساعة واحدة أو أقل  ربما حسب عمال في المحطات  .

و في حالة  عدم توفر مثل هذه السانحة  يدخل ما يوصف ب  ( الرحلات الإنتاجية) على الخط ،  و هذه تنفق فيها  أموال   في تحرك الفرق و السيارت من نواكشوط  من أجل  مايصفه البعض ب ( إنشاءات على  المباشر  لا تنتمي إلى أي جنس  إذاعي ) حسب عارفين بالميدان  و  لا  تفيد المواطن و لا تلامس واقعه في الغالب يقول  مواطنون  و  مستمعون  ،  و كان يكفي منها  تقارير و برامج  ميدانية ينتجها عمال  المحطة بكل بساطة .. ، لكنه الإحتقار الذي يعيشه عمال  المحطات منذ حوالي عقد من الزمن حسب قول أحدهم  .

 و يرى عارفون  بالشأن أن   نصف  هذه المصاريف  كافية جدا  كي تقوم كل محطة بإنتاجها في هدوء تام و دون أية ضجة  .

فماهي مهمة  المحطات الجهوية إذا لم تثق فيها الإدارة العامة للمؤسسة  من أجل  تغطية حدث أو إنتاج برامج تدخل في صميم مهمتها ؟ .. سؤال يجري على ألسنة بعض عمال و  مسؤولي هذه الإذاعات بحسرة  .

طموح إلى  الشراكات وسط بث ضعيف جدا و وسائل مترهلة  

تهتم الإدارة العامة الحالية للإذاعة كثيرا بالشركات مع الكل  و قد تحدثت  عن ذالك في عدة اجتماعات   ،  و من أجل ذالك  أنشأت ما سمته ب (الأقطاب الأربع) منذ أشهر  .

لكن الإدارة العامة للإذاعة تمد عينيها إلى العقود مع الراغبين في الخدمة الإذاعية  وسط بث إذاعي ضعيف جدا  يكاد في بعض الأحيان يكون في  حي واحد من المدينة  كما هو الحال  في نواذيبو  أو ضعيف جدا  في كيفه و روصو  و  ازويرات و أكجوجت  و أطار ، و حتى في نواكشوط لا يتعدى 40 كلم من  العاصمة  في أغلب الأحيان ،  و مع وسائل ضعيفة جدا أو غائبة  حسب متابعين   .

عمال غير مفيدين  يستنزفون المؤسسة

أغلب  المحطات  الإذاعية  تشغل مابين 6 إلى 8 عمال أو أكثر بكثير كما هو الحال في روصو و نواذيبو و ازويرات و ألاك و أطار  حسب مصادر   .

جل هؤلاء العمال (متعاونون)  و بعضهم  لا تحتاج إليه المؤسسة في أي عمل  حسب متابعين ،  و يشكلون عبئا ثقيلا جدا يعيق المؤسسة و أعدادهم  في تصاعد مع كل مدير عام جديد .  

وسط هذا الكم من المشاكل ،  و ما يسميه البعض بآثار  التدمير المتراكم  منذ  سنوات هل يتخلى المدير العام للإذاعة عن طموحه  و  يغلق  المحطات الجهوية  المنهكة  بشكل معلن  و يريح المؤسسة من أعباء لا قبل لها بها ؟  ،  أم   يخرجها من ما يصفه البعض  بآثار دمار شامل  طال أمده ؟