تعاني غالبية الفتيات في نواكشوط وبعض المدن الداخلية من المعاكسات في الشارع من طرف بعض الشباب وحتى الشيوخ يتغزل بعضهم في جمالهن ويستفزهن البعض الاخر من باب السخرية
تتنوع أشكال المعاكسات اليوم ولم تعد كما كانت في السابق تقتصر على الغمز والصافرات بل أصبحت السيارة وسيلتها المفضلة حيث يقوم البعض بملاحقة الفتيات في الشوارع والطرقات وهو ما تسبب في حوادث سير كثيرة اضافة الى السير ورائهن في سوح المدارس والاسواق وأماكن الرياضة مطلقين عبارات الإعجاب ومصرين على السير خلفهن في حال رفضن التجاوب معهم أو اعطاء رقم هاتفها وتستمر المطاردة بالسيارة في محاولة لإقناعهن بالأمر
وتختلف الآراء حسب استطلاع اجريناه عبر الواتساب اليوم بين من يعتقد أن الفتيات يسعدن بالمعاكسات فهن يشعرن بجمالهن في تلك اللحظة وتثبت الواحدة أنها مرغوبة في سوق الشباب بغض النظر عن رد فعلها الداخلي،
البعض الاخر وخاصة الفتيات أكدن على عدم اكتراثهن بتلك المعاكسات التي اسموها مضايقات ليس الا، ناتجة عن فراغ يعشيه أغلب الشباب الموريتاني وبعض المسنين
يقول "سيدي.." إن معاكسة المرأة عادة قديمة تعبر في بعض الاحيان عن الفتوة إذا كانت في حدود معقولة مضيفا أن بعض الرجال مهما كان عمره لا يستطيع تمالك نفسه أمام جمال المرأة واغراءاتها وهي تساهم في ذالك بمشيتها أو مظهرها
وعلى غرار المجتمعات الاخرى أبتكر الموريتانيون وسائل وطرق حديثة للمعاكسة تواكب تطور الحياة وسرعتها كالمعاكسات الهاتفية القائمة على الحيل، حيث يتصل شخص ما برقم عشوائي، وحين يرد عليه رجل يعتذر منه ويقول إنه "خطأ" وحين ترد فتاة يعتذر ايضا منها وبعد ذلك بلحظات يرسل لها رسالة نصية يعبر فيها عن قلقه من الحزن الذي لمسه في صوتها وعن استعداده ليكون صديقها الذي يستمع إلى معاناتها.
ويعتمد البعض في معاكساته الالكترونية على ارسال عشرات طلبات الصداقة على موقع فيس بوك ويشرع في ارسال رسائل الاعجاب وطلب التعارف قبل ان يتحول الامر الى مغازلة وطلب الرقم ...الخ
المجمعات التجارية الكبيرة واشارات المرور كلها باتت محطات للمعاكسة حيث يحاول البعض استمالة الفتيات بالغزل والكلام المعسول والغمز والتصفير ،والتلميح ..الخ على اعتبار أن الأنثى بطبيعتها تحب من يثني على جمالها أو هندامها، من دون مراعاة أنها لا تقبل بهذه الطريقة، في إطار «معاكسات» لا تعبر عن التحضر والالتزام بالتقاليد والأخلاقيات المجتمعية
ورغم التطور الكبير في مجال التواصل وانتشارها فإن ذالك لم يغير بعض العادات والمظاهر السيئة المنتشرة في شوارع نواكشوط فإلى الآن لايمكن ان تمشي الفتاة في الشارع دون ان تسمع معاكسات وكلمات بذيئة من الشبان الذين ينتهزون فرصة وجود فتاة تمشي في الشارع ليبدأوا بممارسة طقوسهم وتعليقاتمهم عليها .
وتجد الفتاة التي تنتظر قدوم سيارة أجرة " تكسي" ليقلها الى المنزل انها محاصرة ومراقبة من قبل اي سيارة تمر من الشارع الذي تقف فيه , ناهيك عن السيارات التي تعرض خدماتها لتوصيل تلك الفتاة بوقاحة ودون خجل , وكأن الفتاة بائعة
ولم تعد الظاهرة عادة رجالية بحتة بل اصبحت بعض النساء يغازلن الشباب وكبار السن دون حياء في الشوارع لاسباب مختلفة بعضها مادي والبعض الاخر للتسلية وقتل الوقت
ويقول بعض المهتمين بالظاهرة إن الفتيات يعاكسن الرجل لأغراض نفعية فمثلا تشاهد فتاة تطارد رجلا وحين يتوقف تقول له إن سيارتها "مباني او إنها جائعة تريد أحدا يأخذها الى مطعم للعشاء ..الخ
ظاهرة المعاكسة في الشوارع باتت مشهدا مألوفا وظاهرة معروفة في عاصمة لايجد سكانها ملاذا من روتينها سوى الشوارع وتجوال فيها لساعات طويلة