شئنا أو أبينا ، سيظل الكنتي أحد أهم كتاب موريتانيا المعاصرين البارزين، اتفقنا معه أو اختلفنا .
وسيظل الاعتداء عليه عملا همجيا، مؤسفا، لا يفعله إلا صغير ولا يتلذذ به إلا من هو أصغر منه.
صفعة الكنتي صفعة على وجه كل واحد منا .. على جبين موريتانيا المُخجلة.. على وجنة الثقافة المستباحة في بلدنا.. الثقافة المختطفة في بلدنا من قبل ذباب الولائم وبشمرغة الصحافة وهوليغانص المناسبات الدعائية.
لن تضر الكنتي قطعا، صفعة جبان على حين غرة في مناسبة حزينة ولن تكون قطعا أكبر فاتورة يدفعها ثمنا لعناده ودفاعه عن رأيه، لكن ارتياح البعض لها وعدم شجبها واستنكارها من الجميع يشي بمرض الساحة الثقافية وصغر أهلها وتصدع جدران سور حمايتها ..
قد أكون أكثركم اختلافا مع الكنتي، لكنني سأكون أكثركم اختلافا مع نفسي وتناقضا مع ذاتي ، إذا لم أفهم أنه لم يخلق لإرضاء خاطري ولا خواطركم و أنه بكل تأكيد ، لا يأسف (أكثر مني ومنكم) ، على اختلافه معي ومعكم..
لقد ظل الرجل شجاعا في مواجهاته وعنيدا في الدفاع عن مواقفه.
وليس كاتبا جديرا بحمل تلك الصفة ولا حتى متذوقا للكتابة ، من لا يعترف بغزارة معارفه وجمال أسلوبه وسلامة منطقه وليس منصفا (مثلي) من لا يحترم مواقفه في الدفاع عن قناعاته ورؤاه...
كل أخطاء اختلافنا مع الكنتي مقبولة ويمكن أن تكون مفهومة إلا الاعتداء الجسدي عليه أو الارتياح له ؛ تلك وحدها إساءة إلينا جميعا إلا الكنتي.