أذواق لا أخلاق!

أربعاء, 14/08/2019 - 13:25
محمد محفوظ ولد أحمد

هذا المجتمع البضاني أو الحساني أو... ما هو، شديد التقليد والانتقائية والمِراء والمُراءاة (أحاول تحاشي كلمة "النفاق"!)... وهو بحق شديد التدين، لدرجة أن كل شيء يرجعه للدين ويبرره به، ولو كان من نواقضه ومحرماته!
تراهم الآن يقيمون الدنيا ولا يقعدونها على أن لهذه الوزيرة صورة في شبابها وعلى سمت أخوالها كاشفة الرأس!
ما ذا لو كانت صورة لها وهي تلتحف و"تتلثم" في ملحفة من "التاج"؛ ولكنها مختلسة صندوق الصدقات، أو قاتلة، أو جاءت شيئا فريا...؟!!
**
وفي اللباس والزي لدى الموريتانيين من النفاق والتناقض وشريعة العادات الخالصة ما يحير الألباب، أو يجرحها؛ نظرا لأبعاد العنصرية البشعة!
فإن مما أقرت به عيونهم وسكنت له نفوسهم واغتيلت له حميتهم، أن تلبس الفاتنات من "الكوريات" الشابات ـ وكلهن مسلمات ـ ما شئن ويبدين ما شئن من مفاتنهن... فلا شيء في ذلك!!
والأسوأ من هذا ـ ولعله أصله ـ ما توارثوه من فقه الجشع في التفريق بين وجوب ستر المرأة جسدها حسب لون بشرتها ـ حتى المفتنة ـ وهي نزعة عنصرية وبلادة عاطفية... تعظيما للاسترقاق وإهانة به للآدمية التي كرم الله...!

الحاصل أن هذه الأزياء ـ من المشرق إلى المغرب ـ من صنع التقاليد وسلطان العادات؛ فلا تغتروا بها ولا تجعلوها جوهرا في حد ذاتها... 
فإما أن تنظروا إلى المقاصد والمعاني الشرعية للستر نظرة مجردة شاملة، وإما أن تنظروا إلى العادات والتقاليد وما تنطوي عليه من اذواق مختلفة وأنماط بريئة... بعين العدل وروح الانصاف... بعيدا عن ذات الإنسان وحقيقته الشخصية!.