لا اتعاطف عادة مع الزملاء الصحافيين لأنني لست مؤمنا بمناصرة الأخ او الزميل ظالما كان او مظلوما، وان تعاطفت مع احدهم فذلك بسبب معرفتي بالانسان فيه لا الصحافي او الأخ.
صديقي:
علمت بعد انقشاع دخان المعركة الآثمة وبعد عودة الاتصالات باختطافك وتغييبك عن ابنائك.
صحيح انك تهتم لحقوق المستعبدين وضحايا العنصرية لكنك تهتم ايضا لحقوق جميع الموريتانيين ويعتصرك الألم حين تشعر بأن اي واحد منهم ظلم او اعتدي عليه.
اختطفوك ولاشك انهم خلال بقائك معهم سيتعرفون على صديق مخلص وابي وطريف ولذيذ ومسالم.لن يستطيعوا مهما فعلوا ان يثبتوا عليك الا اخلاصك لأمتك.
اما انتم اصدقاء الطفولة في الحي الجميل “بي ام دي” من المهاجرين.
ايتهاالنوارس الطيبة التي هجرت وطنها بسبب الظلم والفقر.
وانتم ايها الماكثون الجالسون الآن على مقاعد خشبية في ملعب الحي وكأنكم تنتظرون انطلاق “صبر” حماسي تصول فيه نيني وتقرع لها الطبول.
ايها الاخوة والرفاق
خلال ايام قطعوا عنا النت وعزلوا بعض احيائنا بحجة ان متطرفين منا وبدعم اجنبي حاولوا زعزعة البلاد وتدميرها.
غابت عنا الأخبار ولم يبق لنا الا وزير داخلية لايتقن التلفيق وكتابة المسرحيات،كان قلبي ينفطر الما وحزناوانا اسمع الكلام واشاهد التجييش واسمع الهمس وارى الهلع في عيون الجميع، اذ ادركت انهم بصدد كتابة نص عنصري حزين ومقيت وممجوج،
تذكرت كيف كنا صغارا نلعب ونتبادل الكرة فيما ذوونا في البيوت يتبادلون نظرات الاتهمامات بالعنصرية فقد انطلت عليهم يومها اكاذيب وزير الداخلية.لكن رغم خوفهم من بعضهم لم يؤثروا علينا ولم نتأثر بهم ولا بكلامهم الى ان جاءت ازمة السنغال فكانت مواقف حينا خالدة ،حين وقف ذوونا جميعهم بيضهم وسودهم في وجه محاولات الجيش لتسفير اسر منا، ومن وطننا ومن حينا، اسر حاضرة في ذكرياتنا وفي تفاصيل طفولة كل واحد منا.
عدت سنوات الجمر تلك وتركت رغم قصرها آلاما تساوى الوطنيون في الاحساس بها ولم يبق من مدافع عنها الا اصحاب القلوب الميتة.
ابرهيما جوب،افيي،بارا،آليو،اوسو،سايدو،اوسمان كاندينكا،اخي الأكبر جيبي افاما، اباتي، لقد كبرنا جميعنا والتقيت في المنفى بالراحل العظيم مورتودو الذي كان يضمني ويقول:”انه قلب البيظاني البدوي الطيب كماعرفناه”،والتقيت اخرين جمعنا النضال ضد العسكر الغاصبين،.
بعد سنوات زاد ايماننا بأنكم اهلنا واننا اهلكم واننا مواطنون نعاني جميعنا، في بلد يعبث به بعض المسلحين،إذ انخدع بعض اسلافنا بخطابات وتسريبات ودعاية الجيش العنصرية آنذاك.
اننا ندرك الآن ان عدونا المشترك هو الجندي الذي ينقلب على الدساتير وعلى اصوات الشعب ليبقي صوته المزمجرالصوت الوحيد في البلاد.
جميع الرسائل التي بثت خلال ايام في وسائل التواصل الاجتماعي لم تحرك الا عواطف الأغبياء وغريبي الأطوار الذين لم ينضجوا ذهنيا او الذين لم يعرفوا الأحياء المختلطة.
اليكم جميعا اقول: لاتنخدعوا بالساسة ولابدعاياتهم، فكلهم مجرمون وكلهم يكذبون وكلهم يضطهدون ليسرقوا في النهاية ولو اقتضى ذلك تدميرهم لوشائج وعلاقات نسجتها احياءنا المختلطة ومدننا المختلطة.
مازلت كما كنت، ذلك الصبي الذي يحبكم جميعكم ويقتات على ذكرياته معكم ولايريد وطنا سيفرقه معكم.
احب والدي تشومبي و آمناتا واخوتي ييرو آلاسان وجاري ابابيس..
احبكم جميعا.
اما انت ياكمرا فابق مع مختطفيك ليتعلموا منك انسانيتك وحبك لوطنك وللونيه الأبيض والأسود.
ففي النهاية سننتصر بحراطيننا وبيضنا وولفنا وبولارنا و سوننكتنا.
نحن وطن جميل أهله مسامحون مسالمون لكن السلاح والسلطة في ايدي همج لايحبون الخير للبشر.
احبكم
وسننتصر في النهاية
افتخر لأنني عشت معكم.