.JPG)
يتميز سوق الفواكه والخضروات الشعبي “سوق مسجد المغرب” بأنه أحد أسوء أسواق مدينة نواكشوط، وأكثرها فوضوية وانتشاراً للأوساخ والقمامة، فحيث ما يممت وجهك داخل السوق فهناك مناظر مؤذية للعين وروائح كريهة تزكم الأنوف.
“سوق مسجد المغرب” حيث ينتشر باعة الفواكه بشكل فوضوي في الشارع، وعلى جنبات الطرق جنباً إلى جنب مع السيارات والعربات والشاحنات الكبيرة وحتى الحيوانات، وباعة الأغراض الأخرى، إذ قد تزلُّ قدم المتسوّق في هذا المكان البالغ اللزوجة بفعل الفواكه الفاسدة المرمية بشكل فوضوي في الطريق؛ ليتحول في ثوانٍ معدودة من متسوق مُحترم حسن المظهرِ، إلى مصدر للسخرية والضحك.
هنا تفرغ الشاحنات القادمة من مالي والمحملة بأطنان المانجو حمولتها في الشارع، ويقضي العمال وقتاً طويلاً في تفريغها قبل عزل الصالح منها عن الفاسد، وتوزيعها على صغار الباعة.
شاحنات أخرى قدمت من المغرب محملة بالبرتقال والبطيخ والتفاح، ولاتبدو ظروف تفريغها أحسن حالاً من سابقاتها، إذ يتم كل ذلك وسط الشارع العام وفي ظروف لاتأخذ في الحسبان صحة المستهلكين.
وربما أحسن هذه الفواكه حالا هو الموز الذي يستجلب من ساحل العاج في أكياس وذلك لما يتطلبه الحفاظ عليه من تهوية مستمرة ودائمة.
قابلنا بعض صغار بائعي الفواكه المستوردة، وسألناهم عن ظروف عملهم فقالوا إنهم يعملون في هذا المكان وفق المُتاح، وأنهم يطالبون الدولة بتنظيم السوق وبنائه من جديد وفق خطة معمارية حديثة على غرار سوق الملابس المركزي وسط العاصمة.
وعن سب فوضوية سوق بيع الفواكه وتهالُك مرافقه، وانتسار الأوساخ فيه، تدافع بعض الباعة المسؤولية عن ذلك، بينما رفض البعض تحمُّلها، ملقيا باللائمة على الحكومة والبلدية متهما إياهما بالتقصير حسب تعبيرهم.
وفي ظل هذه الظروف السيئة تظل الفواكه المعروضة في “سوق مسجد المغرب” عرضة للتلوث بالجراثيم نتيجة طريقة شحنها من البلد الأصلي (تُشحن في شاحنات قديمة مغطاة بحصائر) مروراً بظروف تفريغها من الشاحنات في الشارع العام وتحت أشعة الشمس الحارقة، وصولاً لعرضها جنبا إلى جنبٍ قرب قاذورات الحيوانات السائبة المنتشرة في السوق، في ظروف غير مناسبة، قد تسبب ضرراً على صحة الإنسان.
ولايبدو أن صغار الباعة يحرصون على نظافة بضاعتهم بالقدر الكافي، وعرضها بطرق أفضل، ولو عبر تغطيتها وحمايتها من الذباب المنتشر، كما أن سوء المكان وقذارته يقف عائقاً أمام أي مبادرة بهذا الخصوص إن هي وجدت أصلاً.
الراصد ع/ تقدمي (بتصرف)
