تنديد من "هن" بقمع الشرطة وتجاهل الصحافة لمسيرتهن

اثنين, 11/03/2019 - 03:12

قمعت شرطة النظام مسيرة نظمها حراك “هُن” النسوي في موريتانيا بمناسبة عيد المرأة، حيث حطم عناصر الشرطة اللافتات واعتدوا على المحتجين فجرحت المناضلات في الحراك وهي عيشه حمادي وفرح عبد الرحمن و مريم باب احمد و سومه محمد الولي و آمنة زيدان.

و قد انتقد الحرك ما أطلق عليه “تجاهلاً تاماً من قبل وسائل الإعلام المحلية”.

و كانت المسيرة قد انطلقت من أمام مبنى وزارة الشؤون الإجتماعية و الطفولة والأسرة باتجاه مقر الجمعية الوطنية 
و حملت النسويات فيه عدة شعارات ومطالب كسن قوانين رادعة بخصوص العنف ضد المرأة، و إعطاء المرأة مكانتها اللائقة في المجتمع والدولة، و تعليم نساء الأرياف و مساعدتهن من خلال مشاريع تنموية كما دعت الناشطات في الحراك جميع النساء للنضال حتى تتحقق المطالب.

تجدر الإشارة االى أن حراك “هُن” النسوي حراك نضالي سياسي ذو خلفية يسارية، و هو الأول من نوعه في موريتانيا.

وهذا نص البيان الذي وزعه الحراك النسوي بمناسبة قمع مسيرته:

بيان:

يأتي اليوم العالمي للمرأة كل مرة محملا بكل أسئلته العالقة في العقل النضالي و قضاياه التي تطرح نفسها بإلحاح على الحركة النسوية العالمية بشكل عام و على المرأة و قضاياها الوطنية بشكل ذاتي و خاص. و يبقى على المرأة المناضلة واجب الاشتباك مع هذه الأسئلة و عرضها أمام مرآة تاريخية عاكسة تنفذ من خلالها إلى أعماق تاريخها النضالي و ماتحقق من مطالب و ما انتزع من حقوق سبيلا إلى تحقيق المساواة و الحرية و العدالة الاجتماعية، و ماهي أبرز النواقص التي ماتزال تعاني منها المرأة منذ الصرخة الأولى التي أطلقتها نساء رفضن الاستكانة لواقع يخضع لمعايير الرجل و يحرمهن آدميتهن و يختزلهن في أدوار اجتماعية هو من صاغها على مقاساته الخاصة، لتناسب أفقه و مصالحه.
إننا في “حراك هن” ومن واقعنا كنسويات يساريات و مناضلات نطرح اليوم هذه الأسئلة التي حملها إلينا يوم تحرُّرنا العالمي، على الميدان و نشاركها من خلاله و مع النساء اللواتي يمر عليهن هذا اليوم وهن خارج قيود و معايير المجتمع الذكوري و متحررات من التزامات حقوله و مصانعه ومكاتبه حيث يشاركن في عملية إنتاج آليات قمعهن كنساء و استغلال طبقتهن من طرف المجتمع الرأسمالي على مدار السنة. 
أو في السجون حيث يحاول خنق أصواتهن المزلزلة لعناصر القوة والعنف والتمييز لدى السلطة السياسية. أو في المنازل حيث يلعبن دورهن الاجتماعي الذي حدده المجتمع الذكوري و يقمن بالموازاة مع ذلك، بإعادة الإنتاج.
إننا و انطلاقا من الشعار الذي رفعناه عاليا في سماء العاصمة نواكشوط اليوم أن: قضية المرأة.. وعي اجتماعي و نضال سياسي، لنذكر المجتمع الذكوري بكل بنياته و مؤسساته أننا مصممات على انتزاع:
-قانون يحمي من الاغتصاب و التحرش و العنف الزوجي، و التزويج القسري للقاصرات و إهانة المرأة و احتقارها و تعنيفها و اضطهادها ككائن تابع للرجل. 
-فرض تمدرس البنات كحق بديهي و متجاوز، و التصدي للخطابات الذكورية التي تريد أن ترجع بالنساء إلى عصور الاستغلال و الاضطهاد، و نؤكد على أن مكاسب النساء التي حصلن عليها بفعل التراكمات النضالية للنساء ليست قابلة للنقاش و أننا نحن بصفتنا استمرارا لذلك التراكم النضالي سنقف سدا منيعا دون أي فعل أو قول من شأنه المساس بتلك المكتسبات.
-حقنا في المشاركة السياسية و التمتع بالحريات التي يكفلها لنا الدستور الموريتاني دون وصاية من الرجل، و فرض تلك المشاركة من خلال التأكيد على رفضنا لنسبة الكوتا “التمييز الإيجابي بصفته رشوة ذكورية لإسكاتنا عن حقنا في المساواة الكاملة.
تذكيرنا بمعانات العاملات في المنازل وضرورة إتخاذ إجراءات من خلال عقود تضمن لهن حماية حقوقهن و حمايتهن من العنف المنزلي المعرضات له. المطالبة بخلق مشاريع صغيرة ممولة من الدولة للمرأة في الريف وآدوابه والقرى الهامشة. وفتح فصول لهن لمحو الأمية وتعليم القراءة والكتابة سبيلا لدمجهن في حياة الدولة المدنية.
_وقوفنا مع مطالب النساء عبر العالم، فمأساة النساء في جميع أنحاء العالم هي مأساتنا، لذلك نجدد وقوفنا مع النساء العاملات و المعتقلات و اللاجئات و ضحايا العنف و عليه:
-تضامننا التام مع المرأة السودانية التي تتقدم الثورة السودانية و تشجيعنا للمضربات عن الطعام في سجون الديكتاتور عمر البشير.
-نعبر عن عميق تضامننا مع المعتقلات في المملكة العربية السعودية، و ندين كل ما يتعرضن له من تعذيب و اغتصاب و انتهاك لكرامتهن في سجون المملكة، و كذلك الدعوة إلى تكثيف النضال منعا لاستمرار احتجاز حريتهن. 
و على سبيل الختم فإننا نشد على أيدي كل النساء الموريتانيات و ندعوهن لمزيد من النضال ضد الهيمنة الذكورية كنتاج إجتماعي معقد و منظومة سلطوية تريد ابقاءنا مسجونات داخل الهامش، من خلال الاستمرار في بناء الوعي المتراكم، سبيلا إلى خلق مجتمع تغيب فيه كل الفوارق الجندرية و تنتفي فيه الفوارق الطبقية.
ولأننا ندرك بوعي متقدم عدالة قضيتنا، ونبل وسائلنا، وطول المسير؛ نؤكد على إستمرار مسيرتنا النضالية حتى آخر رمق ثوري فينا.