كشفت الإعلامية البارزة والقيادية التكتلية منى بنت سيدي أحمد الدي عن الرسالة التي كانت السبب المباشر في اتخاذ مدير قناة الموريتانية قرارا بإقالتها، وكتبت:
عندما استدعاني ولد أحمد دامو لمزاولة العمل في التلفزة كتبت له الرسالة التالية والتي كان الرد عليها هو الفصل :
بِسْم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين.
إلى : السيد المدير العام للتلفزة الموريتانية
و بواسطة مدير الإنتاج
الموضوع : اقتراح برنامج تلفزيوني
بعد التحية و التقدير الواجبين و نظرا لظروف العولمة و سهولة الوصول إلى المعلومات و الآراء المختلفة و وضعا في الحسبان لما يعانيه الإعلام التقليدي بصنوفه المختلفة من صعوبات و عزوف للجماهير عنه بسبب شراسة المنافسة من الإعلام الجديد اللاتقليدي و الذي يتسم بالسهولة و السرعة و الانسيابية و سهولة الوصول إليه و خاصية التفاعلية التي تجعل منه اتصالا متكاملا تصعب مجاراته أو منافسته و نظرا لوجود كميات كبيرة من المنافسين الكبار في حقل الاعلام التقليدي و التلفزيوني على وجه الخصوص فإن تلفزة الموريتانية بجمودها الحالي و تكريسها لنمط قديم من الإعلام الذي ينتمي لحقب تعتبر من الماضي السحيق حيث إنها تعبر عن وجهة نظر نظام الدولة و من زاوية ضيقة جدا فإنني أدعوكم سيادة المدير العام إلى إدراج برنامج سياسي حواري منفتح على الطيف السياسي المعارض لتمتثلوا بذلك للقوانين المنظمة للإعلام و لتكريس حقيقة أن مؤسسة التلفزيون هي مؤسسة عمومية يجب عليها أن تكون لعامة الناس و أن تأخذ بعين الاعتبار اختلاف الطيف السياسي في البلد و أن تبتعد عن النظر إلى الأمور بعين واحدة.
و بإسنادكم لبرنامج تلفزيوني سياسي أسبوعي لي و إعطائكم لي كامل الحرية في اختيار مواضيعه و شكله و ضيوفه فإنكم ستسنون سنة حميدة و تتركون أثرا طيبا لدى عامة الشعب ولدى الطيف السياسي المعارض خاصة و ستعملون بذلك على الانفتاح الإعلامي المطلوب لمؤسسة ظل النظام يختطفها لنفسه ولدعايته حتى أصبح لتلك الدعاية أثر سلبي على المؤسسة نفسها و التي يقابلها الجمهور الآن بعزوف تام عن برامجها و موادها الإعلامية.
و البرنامج الحواري المقترح في هذا الإطار هو برنامج سياسي أسبوعي يناول كل أسبوع قضية من القضايا التي تهم الرأي العام أو تثير الجدل حولها ، يتناولها بالفحص و التمحيص و يسبر أغوارها و يدعو كل من له صلة بها لتوضيح الحقيقة حولها. و أقترح أن يكون البرنامج من ساعتين و أن يكون مباشرا و أعدكم سيادة المدير بالمهنية في شأن إعداده و تقديمه و أنبهكم إلى أن المهنية شيء و الحيادية شيء آخر حيث إنني قائدة سياسية و لا أستطيع أن أكون حيادية في قضايا تهم بلدي و مواطنيه.
و أقترح في هذا المجال عدة عنوانين للبرامج يتم الاتفاق عليها لاحقا في حالة الاتفاق على فكرة البرنامج و منها :
آراء مختلفة
آراء متعاكسة
الوجهان
الرأي المختلف
الوجه الآخر
آراء متشاكسة
الرأي المشاكس
الرأي المخالف
إلى آخره من العناوين التي نستطيع التحدث عنها لاحقا.
و غني عن القول أن معد و مقدم برنامج كهذا يحتاج مكتبا و آلة حاسوب و معاونين.
و في انتظار ردكم سيادة المدير العام تقبلوا تحيتي و تقديري.
منى سيداحمد الدي كاتبة صحفية في تلفزيون موريتانيا.