شهادة في تدوينة...

أربعاء, 18/06/2025 - 13:45

كتب المدون : أحمد الداه 

أمضيتُ ما أمضيتُ في السجن ضيفا -بما تحمله الكلمة- على الدكتور والمناضل الشهم أحمد ولد صمب، كان لي طوال مكثي في عنبره بمثابة الوالد، وكنتُ له بمثابة الابن، دعمني نفسيا ومادّياً، وكان ينصحني باستمرار..
لم تكن تربطني به معرفة شخصية قبل ذلك، كان قد سمِعَ بي من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وكنتُ أعرفه معرفة سطحية من خلال نشاطه السياسي، ومع ذلك استقبلني في مساء يومي الأول كأنه يستقبل صديقا يعرفه منذ مدة طويلة، وجدتُهُ صائما الاثنين، فجعل من مائدة إفطاره؛ مائدة ضيافة لي..
رجل وقور وذو هيبة، كثيرَ ذكر الله
فصيحا إذا ما كان في ذكر ربه ** وفيما سواه في الورى كان أعجما
كثير تلاوة القرآن، كثير الإنفاق على المعسرين من السجناء، يفرحون لخروجه عليهم كما يفرح الصبية لقدوم آبائهم، ولا يردُّ لسائل طلبا..
يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه.. ثابتا على مبادئه ثبات ثهلان.. كان فضلُ الله عليّ عظيما في السجن وفي سواه، وكانت من فضائله أن عرّفني فيه بالدكتور أحمد، الذي دخلتُ لا أعرفه، فخرجتُ مثقلا من ديونه الجمّة عليّ، والتي لا أظنني أستطيعُ يوما سدادها..

فرّج الله كربَه، ورَفعَ عن الظلم.