لا للتمييز... لا للعنصرية...

أحد, 11/05/2025 - 16:17
ذ.ببكر صو/ كاتب ضبط

الراصد : لقد وُلدنا على هذه الأرض، وترعرعنا بين أحضانها، وذاقت أمهاتنا ألم المخاض على أديمها، فصارت دماؤنا ممتزجة بتربتها، وأرواحنا مشدودة إليها بحبال الولاء والانتماء. ومن لم تذق أمه المخاض على هذه الأرض، فليس له أن يزايد في حبها، ولا أن ينازع أهلها في حقهم الأصيل فيها.

إننا أبناء وطن واحد، يجمعنا تاريخ مشترك، ومصير واحد، ودين واحد، وإن اختلفت ألواننا وأصولنا، فالاختلاف سنة من سنن الله في خلقه، لا ينبغي أن يكون سببًا للفرقة أو مدخلًا للعنصرية والتمييز. قال تعالى: "وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا، إن أكرمكم عند الله أتقاكم".

من هذا المنطلق، فإن واجبنا جميعًا أن نذود عن وطننا، وأن نعمل على تعزيز السلم والأمن والوحدة، وأن نكون سدًّا منيعًا أمام كل دعوات الفتنة والتشرذم، فكلنا إخوة في الدين والوطن، ولا فضل لعربي على أعجمي، ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى والعمل الصالح.

إن الفتنة شر عظيم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الفتنة نائمة، لعن الله من أيقظها"، فلا ينبغي لنا أن نكون أدوات في يد دعاة الفتنة، ولا أن نسكت عن خطاب الكراهية أو نبرره، فالعافية لا يعدلها شيء، والأمن نعمة لا يعرف قدرها إلا من افتقدها.

ومن هنا، فإنني أدعو إخوتي جميعًا، أفرادًا وجماعات، إلى رص الصفوف، وتغليب مصلحة الوطن على كل اعتبار، وأن نكون عونًا في البناء لا الهدم، وفي الإصلاح لا الفساد. فإن أخطأ أحد، قلنا له: أخطأت، وإن أحسن، شكرناه وقلنا له: أحسنت، دون تعصب ولا تحامل.

الوطن يسعنا جميعًا، وهو فوق الجميع. فلنعمل معًا من أجل وطن متماسك، عادل، آمن، خالٍ من التمييز والعنصرية، يسوده القانون، وتعلو فيه راية الحق والعدل....