
الراصد : قال رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل) حمادي سيدي المختار إنّ استمرار “معاناة شعبنا بفعل تهاوي القدرة الشرائية وارتفاع الأسعار إلى جانب رداءة الخدمات الأساسية من مياه وكهرباء مع ترهل شديد في المنظومتين الصحية والتعليمية، يلقي بظلال قاتمة من الشك حول مصير ثروات البلد”.
وأضاف ولد سيد المختار في افتتاح دورة عادية لمجلس شورى الحزب مساء اليوم أن ذلك يعدّ “من مظاهر ضعف الحكامة، ويبعث على القلق، ويضرب في مقتل كل ادعاءات محاربة الفساد التي لم تثمر إلا مزيدا من النهب وسوء التسيير”.
وذكر رئيس الحزب أنّ آخر تقارير البنك الدولي وغيرها تشير إلى نسب مرتفعة من الفقر والبطالة والتضخم، وهي مؤشرات “تدعو للقلق، وتؤكد المؤكد من معاناة شعبنا التي تبدو أصعب مما تنقله التقارير والدراسات”.
وتحدث ولد سيدي المختار عما وصفه بـ”الوضع المقلق، من غياب الشفافية واستشراء الرشوة وانعدام المحاسبة بالإضافة لانعكاساته المباشرة على ظروف المواطنين”، مشددا على أنه “يجعل بلدنا بيئة طاردة للاستثمار، وبالتالي يقطع الطريق أمام أي نهضة اقتصادية حقيقية”.
وعدد ولد سيد المختار ضمن معالم ذلك غياب آفاق واعدة لتأسيس قطاع صناعي يستفيد من ثروات البلد التي تنقل كخامات منذ نشأة الدولة، مع “العجز” حتى الآن عن تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الغذاء رغم خصوبة الأراضي ووفرة خيارات تزويدها بالمياه.
وتابع قائلا: “ما حبانا الله به من ثروة حيوانية كبيرة بلغت حسب آخر إحصاء نظمته الجهات الرسمية 29,3 مليون رأس، فإن البلد ينفق مبالغ طائلة لاستيراد المواد الغذائية بلغت في عام واحد أكثر من 142 مليون دولار صرفت على استيراد منتجات الألبان والدواجن والبيض”.
واعتبر ولد سيد المختار أن الأدهى والأمر بالنسبة لهم هو انعدام رقابة ناجعة على جودة هذه المنتجات المستوردة، ذاكرا الأنباء المتداولة عن انتشار صامت للأمراض الخطيرة كالسرطان وغيره.
كما تحدث ولد سيد المختار عن إعلان النظام مؤخرا نيته فتح حوار سياسي جديد، لافتا إلى أنهم أعربوا عن قناعتهم بأن الحوار هو سبيل حل الخلافات السياسية، مؤكدا استعدادهم المبدئي لأي حوار جاد يتم بشكل تشاركي تام، يبدأ بالشراكة في اللجان المشرفة على الحوار والمحضرة له.
وقال ولد سيد المختار إنّ تجربة جديدة من الحوار السياسي تترتبُ بشكل كبير على التأكد من وجود إرادة جادة وروح تشاركية فعلية مع الحرص على إتاحة الفرصة لكل الأطراف المعنية دون إقصاء وتضمين كل المواضيع التي تهم الوطن سياسيا واجتماعيا واقتصاديا.
وأشار إلى أن رؤيتهم في تواصل ومن موقع المسؤولية التي وضعتهم فيها صناديق الاقتراع سيواصلون التنسيق مع قوى المعارضة بغية توحيد المواقف والرؤى من القضايا الكبرى المتوقع التطرق لها في الحوار.