أضرار التلميع الإعلامي...

سبت, 25/01/2025 - 21:07

الراصد : تلميع مسؤول علي حساب "رئيس الجمهورية" يمكن أن يكون له تداعيات خطيرة على استقرار النظام السياسي في أي دولة. تختلف شدة هذه الخطورة بناءً على النظام السياسي (رئاسي، برلماني، أو مختلط) 

في النظام السياسي الرئاسي أو المختلط، يكون هناك عادة توازن معين بين السلطة التنفيذية المتمثلة في رئيس الجمهورية والحكومة المتمثلة في (الوزير الأول). إذا بدأت الصحافة في تلميع صورة  "الوزير الأول"  بشكل مبالغ فيه فهذا يودي في بعض الأحيان الي تعزيز شعبيته على حساب رئيس الجمهورية، 
مما يتسبب في فقدان ذلك التوازن. 
ويمكن أن يُستغل هذا الأمر لتقويض سلطة الرئيس، في رأي المستهلكين لذالك الإعلام. مما قد يؤدي إلى صراع بين السلطة التنفيذية وأزمة في اتخاذ القرارات السياسية.

إذا كانت الحملة الإعلامية  تركز بشكل كبير على شخصية الوزير الأول وتهمش دور رئيس الجمهورية، قد يُنظر إلى ذلك على أنه محاولة لتقليل من مكانته السياسية. في الأنظمة الرئاسية، حيث يعتبر رئيس الجمهورية هو الرمز الرئيسي للسلطة السياسية، 
وأي محاولة لتقليص دوره قد تؤدي إلى فقدان هيبته وفعاليته.
وخاصة حين تنسب المشاريع التنموية الي قدرة رئيس الوزراء  في الحكامة والتسيير
مما يبني له هيبة وصورة اكبر من الدولة  ويعتبر البطل المنقذ والمنفذ لطموحات الشعب.
فيتمسكون به شيء فشيء حتي يخرج الرئيس من ساحة عقولهم !

فتبني الإشعاعات والأخبار الزائفة علي نتائج وتأثير تلك الدعايات والتلميعات وتختلق منافسة بين رئيس الجمهورية والوزير الأول، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، مما قد يؤدي إلى حالة من الارتباك السياسي. في أسوأ الحالات، قد ينتج عن هذا الصراع المفترض الي انقسام داخل الحكومة أو تعليق الأعمال السياسية الهامة، مما يؤثر سلبًا على استقرار الدولة

إذا كانت الصحافة تسعي الي تلميع صورة الوزير الأول  بشكل يتجاوز حدود دوره الوظيفي، فقد يؤدي ذلك إلى انقسامات داخل الحزب الحاكم أو التحالفات السياسية. هذا يمكن أن يؤدي إلى صراع داخلي، مما يضعف موقف الحزب أو الائتلاف الحاكم ويجعله أقل قدرة على تنفيذ سياساته.

تلميع شخصية الوزير الأول على حساب رئيس الجمهورية قد يساهم في خلق شعور بتفضيل مجموعة معينة أو جهة سياسية على حساب أخرى. هذا يمكن أن يؤدي إلى شعور بالإحباط بين أفراد أو جماعات في المجتمع، مما يفرز تيارين واحد ينسب نفسه لرئيس الجمهورية والآخر لشخص وئيس الوزراء  
فيأثر علي انسيابية الحكامة والتسيير ويعزز الانقسامات الداخلية.

في بعض الحالات، قد تؤثر هذه الديناميكيات الداخلية على صورة الدولة في الخارج. إذا كانت هناك تجاذبات سياسية  بين اعضاء الحكومة الوحدة، قد يُنظر إلى الدولة على أنها تعاني من انقسامات داخلية، مما قد يؤثر على علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية مع الدول الأخرى.

في بعض الحالات، يمكن أن تتطور العلاقة بين رئيس الجمهورية والوزير الأول إلى منافسة مباشرة على السلطة. هذا قد يؤدي إلى ظهور "خلافات داخلية" بين الطرفين، حيث يحاول كل منهما تعزيز مكانته في السلطة.  من خلال جميع وسائل الإعلام 
هذا النوع من التنافس يمكن أن يؤدي إلى تغييرات غير مستقرة في الحكومة وتؤثر على فعالية الحكم.

إذا شعرت الجماهير بأن الوزير الأول يحاول التفوق على رئيس الجمهورية أو أن الحكومة غير منسجمة داخليًا، فقد يؤدي ذلك إلى انخفاض الثقة في الحكومة ككل. في حالات مثل هذه، قد يشعر المواطنون بعدم الاستقرار السياسي، مما قد يزيد من الإحباط الشعبي ويؤدي إلى تراجع الدعم الشعبي للحكومة.

الخلاصة:
تلميع شخصية علي حساب أخري قد يؤثر سلبًا على تماسك السلطة التنفيذية والتوازن السياسي في الدولة. قد يؤدي ذلك إلى صراع داخلي، تقويض مكانة الرئيس، وتقليل فاعلية الحكومة في اتخاذ القرارات وتنفيذ السياسات. من المهم أن يحافظ المسؤولون على توازن دقيق بين مواقعهم ودورهم السياسي لضمان استقرار الحكم والمصالح الوطنية 
فرجاء من  من له بصمة في الإعلام ان يراعي هذه المعايير 
ولا يشارك في الحملات التلميعية لمسؤولين خارج حدود مسؤولياتهم  الوظيفية وأدوارهم السياسية علي حساب آخرين.

تحيات المهندس 
احمد ولد اعمر