الراصد : أجزم الشيخ الددو بأن الله يخطط للجمعية!... جملة تقريرية خبرية لا مراء في ذلك.
وماذا عن كل ما يحدث حولنا، مما نريد ومما لا نريد؟
وهل تؤخذ العبارة على الإطلاق والتعميم، فكل شيء من تدبير المولى عز وجل، قضاء وقدر لا دخل لنا فيه، وإن كنا نتعامل مع المقضيات سلبا أو إيجابا، كاحتلال فلسطين واغتصابها من الصهاينة، أو هي محمولة على التقييد والتخصيص، فذلك فيه تردد ونظر، ولعله استغلال لتوظيف المفاهيم الدينية خدمة للأغراض السياسية، ودغدغة للمشاعر لاستدرار جيوب المسلمين عقديا.
أما الجانب العقدي في العبارة، فأتركه لأهل الكلام والمنطق، ولمن آثر التأويل والترجيح، وما يليف لالمولى عز وجل من الألفاظ والعبارات، في معاجم أهل العقيدة والكلام، لأن التخطيط له دلالات ومفاهيم موغلة في الحدوث، خلاف التدبير والإرادة، التي تكون بكن فيكن، على أننا في سعة من أمرنا بقوله عز وجل ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير), ففيها من التنزيه ما يحيط بما نريد، ففيها ما اختاره الله لنفسه من التنزيه والمخالفة، والصفات التي وصف بها نفسه أيضا فيها من الاختلاف والمنافاة ما بين المخلوق وخالقه، فالسمع صفة أثبتها لنفسه كما أثبت القوة والإرادة والرحمة، وهي صفات بدلالتها اللفظية يتصف بها المخلوق، لكن بينهما من الاختلاف والمنافاة ما بين المخلوق في ضعفه واحتياجه، والخالق في إرادته واستغنائه عما سواه (أنظر آيات الصفات في تفسير أضواء البيان للعلامة آپه ولد أخطور عند قوله: (ليس كمثله شيء)…