الراصد: تنقبض النفس بقوة عند استنشاقها روائح النهايات، بينما تتمدد الروح في رفرفة مغرورة عند استشعارها اهتزازات البدايات، وفي شهر كانون الأول يتعانق القلق و الارتياح في بوتقة الشعور، حيث ينتابنا الهلع الخافت و الفرح المشرق في ذات الوقت، فلا ندري كيف نركض إلى السنة الجديدة بفرح و كل تلك الأشياء غير المكتملة مبعثرة في شرايين _شهور_ السنة المحتضرة! فنبقى في حالة شعور يائسة ، تشبه الوقوف على الحافة في انتظار ظهور جسر الحي الساكن الموعود! أو الجلوس في محطة قطار انواكشوط الزاحف على سكة الوهم!
ترى ماذا تحمل لنا يا آخر عناقيد الرحيل في أسابيعك الطويلة الباردة، ولياليك المظلمة الشاردة؟!
أترى يا ديسمبر خارطة الأحلام المنتحرة على نواصي المواسم الآفلة من العمر؟ إنها قطع من الروح فضلت التوقف عن الجري في سباق التطلع، و اتخذت مرقدها الأخير على حد خناجر الخذلان، ملوحة لشبح المجهول الواجم على حصون المستقبل، فإلى أين تمضي ببقاياها و لا شمس تلوح في نهاية نفقك البهيم؟!