بسم الله الرحمن الرحيم
*`استشكالات على ھامش ملف السيدة لحبوس وولدھا المفقود`*
*كاميرات مستشفى الشيخ زايد*
تضمن البيان الاستباقي الذي أصدره مستشفى الشيخ زايد بخصوص قصة السيدة لحبوس بنت عبد المومن وولدھا المفقود الفقرة التالية:
"`جناح الأمومة مراقب بالكاميرات، وأن اليوم الذي قدمت فيه السيدة كانت هي وحدها الموجودة بالجناح، وبالتالي فإن التثبت من كل الوقائع ممكن ومتاح`"
انتھى الاقتباس.
لقد قرأنا ھذه الفقرة من ضمن فقرات البيان المذكور، وكانت - بالنسبة لنا - من فضول الكلام وحشوه، وإخبارا بمعلوم ضرورة، إذ لا يوجد أي محل اليوم مھما كان صغيرا إلا وبه كاميرات مراقبة غالبا، فكيف بمؤسسة حيوية كبيرة كمستشفى الشيخ زايد؟
ولقد عولنا في تتبع الحقيقة وكشفھا وإبرازھا على كاميرات المستشفى على قاعدة: {وكل شيء فعلوھ في الزبر وكل صغير وكبير مستطر}.
وكنا دائما نتوق إلى الساعة التي تُستنطَق فيھا تلك الكاميراتُ لتكشفَ أسرارھا التي لا تحابي أحدا، ولا تعرف للتعصب للقطاع والمؤسسة سبيلا.
- لقد كنا نتوق إليھا لتبرز حقيقةَ ما جرى، فيما يتشبث فيه كل طرف اليوم بمقولته التي تخدمه، لنعرف في النھاية ويعرف الكل جواب السؤال المحوري: أين ذھب ولد السيدة لحبوس الثاني؟
من أجل استرداده ليكمل مشوار حياته مع أخيه وبين والديه.
- ومع ھذا كنا نود أن تعيد لنا الكاميرا - وتُتيحَ للعامة - رؤية تلك الجلسة التي جمعتنا مع السيدة رئيسة القابلات، فحدثتنا عن فحوص الصّدى الصوتي التي أجراھا الدكتور عبد الرحمن سيديا، وقالت لنا ساعتھا: `إن ھذه الفحوص فعلا قد أثبت من خلالها الدكتور وجود جسمين في رحم السيدة المعنية، وإن أحد الجسمين ولد ذكر بشكل مؤكد، وأما الثاني فھو جسم غير معروف (Inconnu) مع علامة استفھام، حسب قولھا، مسندة لفحوص ولد سيديا وتقاريره`.
(و للعلم: فما تفضلت به وقالته ھنا، لم نجد له أثرا، ولا حرفا يثبته، لا فيما كتبه الدكتور ولا فيما قاله، فمن أين جاءت به؟).
- ومما حدثتنا أيضا - وكنا نريد إعادته وإبرازه للعامة لو سمحت الكاميرات- قولھا: `إنھا سألت السيدة لحبوس - أو سألتھا إحدى زميلاتھا: ھل لك سر في التوائم؟ وأنھا - أي لحبوس - أخبرتھا بالنفي`.
(فما بساط ھذا السؤال من سيادتھا للسيدة لحبوس في ھذا الوقت بالذات يا ترى؟).
- وكنا نود أن تتيح الكاميرا - مما تتيحه - وفي نفس الجلسة رؤية سيادة رئيس القسم وھو يحدثنا أيضا عن بعض كواليس ما جرى، ويخبرنا - من ضمن ما أخبرنا مشكورا - أنه ھو من وقع ورقة ولادة مولود السيدة لحبوس، وأنه أمر القابلة أن تضع المولود على صدر والدته، (القابلة ربما لم تكن تعرف ھذا العمل من قبل، إن كان ضروريا).
(وللعلم أيضا: فالورقة التي ذكر أنه وقعھا ما زالت غائبة مع أخواتھا في الملف الغائب).
- كان بودنا أيضا أن نستعيد - وتطلع عليه العامة - الجزء الذي أمر فيه رئيسُ القسم رئيسةَ القابلات أن تسلمنا فحوص الصدى الصوتي الخاصة بالسيدة لحبوس، والتي جاءت بھا من مصحة خارجية (كان ذلك باقتراح وطلب منا بعد خمسة أيام من رفض المستشفى تسليمنا الملف كاملا أو نسخة منه)، فتلكأت وعارضت، ثم قبلت شكليا أمام إلحاح رئيسھا، لتعود إلينا - بعد مغادرته مكتب الاجتماع - بلا شيء، و تخبرنا أن الفحوص المطلوبة موجودة مع مدير المستشفى، وأنه ينتظرنا في قسم الحالات المستعجلة ليسلمنا إياھا.
- ومما كان يھمنا في الكاميرات أيضا إبراز تلك الجلسة القصيرة المقتضبة التي جمعتنا بسيادة المدير في قسم الحالات المستعجلة، والتي قال لنا فيھا: `إنه يتحدى أي أخصائي أو طبيب يقول إن ھذا الفحص - وھو في يده - يشعر بوجود أكثر من ولد واحد في رحم السيدة لحبوس، ويھدد: "ونحن بعد مان لاهي انجو ھوم التحتانيين"`
(وللعلم فأغلب الذين قابلناھم أكدوا وجود توأمين في الفحوص، بل وبمشيمتين مستقلتين).
- وبالمختصر فإننا كنا - وما زلنا - نعول على الكاميرات لإبراز الحقائق، واستعادة ابننا.
لقد تناھى إلى علمنا أن الكاميرات المعنية تسجل لأسبوع واحد فقط، ثم تقوم تلقائيا بمسح مخزونھا في الأسبوع المنصرم، وھكذا دواليك، وھو ما يعني - إن صح - أن فقرة بيان المستشفى سابقة الذكر، وأن التعويل على كاميرات مراقبة المستشفى، - كلاھما - كان في غير محله، وھنا تطرح بعض الاستشكالات:
1- ھل فعلا ما سمعناه عن مدة احتفاظ كاميرات مستشفى زايد بأرصدتھا التسجيلية، مما ذكرنا قبل صحيح أم لا؟
2- وإن صح، فما الحكمة من تلك البرمجة؟ وما السر من ورائها؟ وما الفائدة المرجوة منها أو الضرورة الباعثة عليها؟
3- وعلى افتراض صحته، فھل بدأ ھذا البرنامج مع بداية تركيب الكاميرات لھذه المؤسسة أم ھو أمر مستحدث بعد؟ وإن كان أمرا مستحدثا بعد، فمتى تم استحداثه على وجه التحديد؟
4- وعلى افتراض صحة الخبر أيضا، فلماذا يلجأ ھذا الصرح الطبي العريق إلى التشبع بما لم يعط؟ و لماذا يسوق للرأي العام معلومة غير دقيقة (فقرة الاستفتاح).
5- ودائما على افتراض صحة خبر حذف مخزون الكاميرات أسبوعيا بشكل تلقائي نقول:
لم يؤرَّخ بيان مستشفى الشيخ زايد حول القضية بتاريخ معين، على الأقل في نسخته المتداولة على صفحات السوشيال ميديا، وأول صفحة طالعناه فيھا كانت صفحة بلوار ميديا على الفيسبوك، وكان ذلك في يوم 15 يوليو 2024 أي في اليوم الثامن للولادة محل البحث، أي بعد انصرام أمد احتفاظ أقراص الكاميرات بمخزونھا بيوم على الأقل، فھل كانت فقرة الكاميرات في البيان المذكور مجرد دراما تمثيلية استعراضية، إمعانا في الھروب إلى الأمام، وخداعا للقارئ أم ما ذا؟
إننا أمام ھذه المعطيات نذكر بالآتي:
أولا: أن ھذا الزمن لم يعد من الممكن فيه إخفاء الحقائق ولا التلاعب بھا، و لا الضحك على الناس وخداعهم، وعليه فيجب إبراز الحقيقة بسھولة ويسر وأريحية.
خاصة وأن المعقول - وھو المفروض - أن يتم تفريغ معلومات الكاميرات في أقراص ذات سعة كبيرة وبجودة عالية، كلما دعت الحاجة، حفاظا على الأرشيف للاستفادة منه عند الحاجة أوالاقتضاء.
ثانيا: نطالب الجھات المعنية بإظھار تسجيلات الكاميرات من ليلة دخول السيدة لحبوس مستشفى زايد إلى اليوم - إن كان ذلك ممكنا - سواء بالاعتماد على فنيي البلاد أو على غيرھم إن تطلب الأمر ذلك.
ثالثا: نؤكد أن لا مشكلة لنا مع قطاع الصحة إطلاقا، لا مشكلة لنا معه كقطاع ولا كأفراد أوطواقم، فھم إخوتنا وأھلنا، نحترمھم كامل الاحترام، ونجلھم كل صنوف التقدير والإجلال، ونعترف لھم بأھمية وحيوية وجدوائية كل الخدمات الجليلة التي يسھرون عليھا، ويعانون من أجل تقديمھا للوطن وللمواطن، ولا نحمل أيا كان مسؤوليةً، ما لم يتحملھا - مشاركا في الأحداث، أو منحازا ضد الحقيقة لمتھم على حساب أم مكلومة تئن من وطأة الفقد والحيف والتلاعب - وقد سبق أن أكدنا ذلك في أكثر من مناسبة، ولأكثر من مسؤول حكومي رفيع، ومنھم معالي وزيرة الصحة، ونعيد الآن نفس المعلومة {ليھلك من ھلك عن بينة ويحيى من حيي عن بينة}.
رابعا: وبالنفَس ذاته، والصدق نفسِه، والجدية عينِھا، فإننا ماضون - بتصميم، وبلا توان - في طريق استرجاع ولدنا المفقود منذ ليلة ولد بمستشفى الشيخ زايد في نواكشوط، ولن ندخر جھدا عن ذلك، ولا بد من انكشاف الحقيقة.
خامسا: إننا وإن خاب أملنا في إدارة المستشفى من أول يوم إلى اليوم، فإننا مسرورون بالتقييم والرؤية التي أعربت لنا عنھا معالي وزيرة الصحة مشكورة، ومستعدون للتعاطي معھا بشكل إيجابي يخدم إظھار الحقيقة، واسترجاع ولدنا، وقد أخبرناھا بذلك، وإننا في الوقت ذاته مدينون للسادة مسؤولي الدولة السامين الذين آزرونا، وساعدوا في وصول ملف ابنتنا إلى الجھات المعنية أملا في استرجاع حقھا المسلوب، وإسھاما في تخفيف معاناتھا المضنية، وندعو الجميع إلى نصرة الحق ومؤازرة المظلوم، أو الكف - على الأقل - عن التقول فيما لا يعلمون، والانحياز للباطل على حساب الحق، وضد أنفس بشرية لھا كامل الحق أن تعيش كريمة.
والله من وراء القصد
*أسرة السيدة لحبوس بنت عبد المومن*