الراصد : مفتش الدولة الأسبق سيدي ولد أحمد ديه، إن وعود ولد الشيخ الغزواني بمحاربة الفساد غير منطقية، مؤكدا أن الموريتانيين ليسوا أغبياء عندما يتوقعون منه محاربة الفساد، وهم ينظرون إلى طاقم حملته والمحيطين به، هل سيصرف هؤلاء أموالهم وجهودهم لمن يتوقعون منه أن يحاربهم"
وقال ولد أحمد ديه وهو سياسي بارز ووزير أسبق للمالية في تصريح لموقع الفكر " أين كان هو قبل الآن، ألم يكن في عمق منظومة الفساد، ويرأس الجمهورية منذ خمس سنوات، ووجد فرصة كبيرة من أجل إبراز نموذج حكم جديد، وراهنت عليه موريتانيا كلها، لكنه اختار الأِشخاص واللوبيات التي لا يمكن أن تنجز غير الفساد، فيما أصر على إبعاد غيرهم.
ويضيف ولد أحمد ديه" إنه وعيد متأخر جدا للغاية، ومن الصعب أن ينقلب الشخص على أًصدقائه وجماعته، خصوصا إن المفسدين متمكنون جدا، ولن يسمحوا بمحاربتهم، وهذه تجربتهم المكررة، حيث أسقطت لوبيات الفساد المختار ولد داداه، عندما بدأ في محاربة الفساد، كما فعلوا الأمر نفسه مع ولد هيدالة، ولاحقا مع معاوية ولد الطايع الذي اختار ركوب موجة الفساد، بدل مواجهته"
ويضيف ولد أحمد ديه" لا يتوقع لغريق في الفساد أن يحاربه، الفساد في موريتانيا عميق وصعب، ويتجاوز الفساد المالي إلى الفساد في تسيير المصادر البشرية، وفي الإجراءات، وسبل التسيير العام للدولة، وهذا هو أول مسار في محاربة الفساد، وعندما يستمر تعيين الأشخاص على أساس زبوني وانتقائي ومصلحي، فلا يمكن الحديث عن محاربة الفساد المالي، وما دامت آلية التكوين تنتج أشخاصا بدون أي مستوى تعليمي ولا قدرات ولا كفاءة، فلا يمكن محاربة الفساد، الفساد معضلة شديدة، ومحاربتها تحتاج جهودا هائلة ومتنوعة.