الراصد: من يوم التقيت بالرفيق محمد يحظيه بن ابريد الليل في نوفمبر ١٩٧٠ في بيت شعبي في حي ( ج) لم تنقطع علاقتنا رغم وجود مراحل يتوقف فها بعضنا عن النشاط لسبب او آخر،كنا عندما نلتقى بعد فترة انقطاع ،نبدا من آخر عهدنا باللقاء وكأننا كنا متواصلين ،كان هذ دابنا ولولا هذ النوع من العلاقات، ماكنا اتفقنا على إعادة مرحلة التأسيس الاساسية لحزب البعث سنة ١٩٧٧ وفي مراحل السجن ومابعد السجن عندما بدأ تصدع علاقاتى بالقيادة القومية لم تتغير علاقاتنا ،وعندما أردت الابتعاد عن النشاط مباشرة بعد ما ظهر لي من أمور لم أشأ التحدث عنها كلها إلا له هو ،استدعتني القيادة في اجتماع في الخارج ،لم نتفق فيه ،فدعتني إلى بغداد ، وفي بغداد كانت لي آراء واضحة ،حول التنظيم القومى ،وحول العقيدة السياسية وحول العلاقات ،مع إيران وسوريا ،وليبيا والثورة الفلسطينية ،وبعد نقاش مستفيض مع مكتب المغرب العربي ، ومع القيادة القومية ، ممثلة في.عبد المجيد الرافعى و بدر الدين مدثر ،واشترك في النقاش الدكتور إلياس فرح ، وانتهت بلقاء صدام ،مرتين في خلال سنة ،
لقد قررت القيادة إقامتي في بغداد ووفرت لي كل الظروف المساعدة دار واسعة وسيارة جديدة ،وراتب كبير جدا ،ووضعت لي مكتبا في القيادة القومية ،وأعطتنى موضوعات اكتب حولها واتدارس الامور في لجنة مركزية ،وامور أخرى كلها تظهر حرصهم على استيعابي في ظروف كريمة ،لكننى لم أطمئن ولم أرض بهذا الوضع ،ولو لم يتدخل محمد يحظيه ،لما استطعت ،الخروج من العراق ،إلا إذا حدث ما ليس في الحسبان ،لقد جاء محمد يحظيه إلى بغداد وأنزلوه في دارى وبدانا نشاطات كان من بينها تأليف كتاب البعث العربي الاشتراكي مبادؤه وأفضل سماته ،لقد جمعنا مقالات هذ الكتيب من نشر المرحلة الأولى بين :٦٨-٦٩ وجمعنا موضوعات البعث ولحراطين من مقالات نشرة الحزب في موريتانيا التى تسمى الدرب ، ومقالاتها حول لحراطين لي شخصيا ، لقد قبل الحزب بطلب من محمد يحظيه إعادتي لموريتانيا ،ولاني سافرت قبله ، ليلتي الاخيرة جاءنا أحد القادة وطلب منا مقدمة لكتاب البعث ولحراطين ،فقال لي الرفيق إنك مسافر غدا وعليك كتابة المقدمة ، وكنا نتعشى ،فكتبت مقدمة ذلك الكتيب على مائدة عشائنا وفي الصباح سافرت!!!
وفي سنة ١٩٨٩ حدثت تطورات ،توقفت فيها عن ممارسة مهامي داخل الحزب وحدثت أمور كثيرة مزعجة استغلها بسطاء وأوجدت فرصة لمكتب المغرب العربي الذي كان يراني غير منضبط رغم انه لم يفهم الموضوع كل ذلك خلق تيارا وظروفا أقل ما أفضت إليه تسميم علاقاتي بالتنظيم وربما مع الحزب وكان لي في ذلك دور لا أنكره لقد كنت أرغب في الانقطاع والابتعاد دون أن اكون عدوا كما رأى أغبياء ودون أن اتعامل مع نظام معاوية الذي ظل يعتبرني،عدوا حاولت خداعه رغم عدم صدقه ومصداقيته هو أيضا ،وفي كل تلك المراحل الصعبة والغريبة لم يتبدل موقف الرقيق مني رغم خطورة المسألة فكنا نتابع علاقاتنا وكنت معه نتدارس كيف نرشح هيدالة وكنت معه أناقش تطورات علاقاته بتلك القوة التى شكل منها حزب الصواب ، وشاركت في اوراق التأسيس لحزب الصواب وذلك الوقت لا ألتقى بالكثيرين من قيادات الحزب ،وقبل تلك المرحلة دعمته في ترشيحه كنايب في عرفات وحاولت التوضيح له أن ترشحه ملغوما فليس حقيقياً ،وتفهم الوضع لكنه لم يفعل شيئاً.وفي تلك المرحلة حاولت دعم ممد بن أحمد رغم عدم وجود علاقات لي به ،ولم استطع تقديم الدعم الذي اريد له لاسباب تتعلق بظروفهم الخاصة!!!
لقد كانت التطورات الكثيرة التى يمر بها الحزب ونمر بها نحن الإثنان لاتؤثر على ما نسجته التجربة ومراعات المراحل المختلفة نتفق ونختلف دون ان ينقطع الاتصال بيننا، وفي آخر حياة الرفيق محمد يحظيه ابتعدنا عن بعضنا سنوات ،طيلة عهد محمد بن عبد العزيز ،لم نتواصل، ولقد غضبت غضبا شديدا من بعض الامور التى اكتشفتها أثناء نشاطنا في اول مرحلة حكم ولد عبد العزيز ،وكنت أيضا قد اكتشفت أن محمد بن عبد العزيز ليس هو الذي كنت أحسبه ، اجتمع الامران .موقفى من بعض أساليب العمل وموقفى من محمد بن عبد العزيز فابتعدت منهم وصرت أنا في المعارضة مع أحمد بن داداه ذاك الوقت وبقوا هو وجماعة كانت معنا جميعا بقوا مع ولد العبدالعزيز واستمرينا لانلتقى ..
وفي آخر حياة الرفيق علمت بالصدفة المحضة بمرض الرفيق وأبلغني عبد السلام ابن حرمة بوجود الرفيق محمد يحظيه في تونس يتعالج من وعكة صحية ألمت به ، وأعطانى رقم هاتف أحد يرافقه فاتصلت به ،وعندما أطلعه ابن أخته الذي كان يرافقه أنني اتصلت به أظهر فرحا كما قال لي واخبره أن ينتبه لأي اتصال لي بهم وتجاوب معى وتواعدنا بالتواصل عند عودته ،وكان ذلك ..
وبعد عودته زرته مرات قليلة قبل وفاته وكانت زياراتي له غنية بالموضوعات الهامة وبعثت لديه الامل في شيء جديد ورغم أننى لا أرى ضوءا في نهاية النفق الذي دخل فيه البعث كنت متجاوبا مع محمد يحظيه في اهمية ان لا نفقد الامل في وجود شيء ما ،ولقد كنت في زياراتي للرفيق معي أحد ابنائي احمدى بن التراد ومعى ايضا غواد بن المحتار الشيخ وهو كإبنى والرفيق يعرفه ولم نتحفظ في حديثنا أمام المرافقين وهذا من فرط ثقة محمد يحظيه بي حسب تقييمى ،لانه يتسم دائما بالحذر..
لقد تناولنا أمورا كثيرة واخبرنى بأمور في رحلتنا السياسية لم أكن مطلعا عليها ،منها ان هناك مراحل قررت فيها قيادات موريتانية قتلنا نحن الإثنين ومعنا ممد، اعطاني تفاصيل لم اكن أعرفها،واخبرنى امور أخرى اقل اهمية ،وحدثنى عن لقائه بغزوانى واتفق معي في تقييمى لمرحلته وسياسته ،و يشهد من كان معنا أن ماأورد أحمد بن هارون عن رأي الرفيق بغزوانى أنه دقيق كل الدقة ولقد أخبرت الرفيق أن هناك ثالثا من قادة الحزب كان مع الجماعة التى تقدمت للدولة بما عندها من معلومات وكانو ثلاثة إثنان عينا في وظائف سامية وعرفهم الجميع والثالث كان مهما في التنظيم فبدأت علاقاته بالامن ولم ينكشف لنا إلا في مراحل انقطاعي عن الحزب اما الآخرون فبقوا يحترموه ويقدروه حتى وافاه الأجل،وأخبرته بأن اعتقال الخمسة التى أنا من ضمنها سنة ١٩٨١ كانت تغطية على اعتقالي حيث كان نظام هيدالة يسعى لدس عنصر من الجيش عالي الرتبة في تنظيم العسكريين وكان علي تزكيته وعندنا قابلته اكتشفت،أنه سلطوى وليس باحثا عن الانضمام إلينا وعندما علم العنصر البعثى الذي كانت تريده السلطة ان يدخل عنصرها أنه لم يقبل قرروا اعتقالي وجمعوا معى أربعة من خيرة الجماعة ليبدو الامر عاديا !! عندما أخبرته وجدته يتذكر إسم الضابط الذي تم ضمه للتنظيم بعد اعتقالنا مباشرة ١٢ اغشت ١٩٨١ وتحدثنا حول امور تحقق حتى الإن صحة توقعنا للتجاه الأحداث فيها منها أمور في اشتات البعث المتبعثرة ، ومنها توجه هذه الاحزاب الكبيرة التى تعبت ،ومنها واقع حزب تواصل ومشكلتته ،وقد حدثت الرفيق أننى فكرت أن أقدم عونا لرئيس حزب تواصل بوصفه أكثر الاحزاب إمكانية للتطوير والأنتشار وقلت له ان ابن السيد بدى لى أولا مستعدا لكنه بعد ذلك لم يتشجع ولم أفهم مابه ورد فقال لي إنهم يحتاجونك لكنهم لن يستطيعوا ان يثقوا بكم !!!
ولقد كانت عندنا التفكير في خطوات نريد فيها بعض العلاقات وبحث بعض المسائل منها مشكلة الصحراء وإعادة وضع سياسة جديدة اتجاهها وكان يحاول تشجيعي على ضرورة اعتبار أن هنالك أشخاصا جيدين يمكن الوثوق بهم ومنهم دفالي ولد الشين مثلا وعناصر أخرى كثيرة !!!
هذا غيض من فيض علاقاتنا وما جاء في احاديثنا قبل الافتراق النهائي!!!
التراد بن سيدى