الراصد : فى كل سانحة تلوح أمامهم ، يظهر الناس مقتهم للنظام القار المطبق على مفاصل الحياة العامة منذ أمد ، فبمناسبة الاستحقاقات الانتخابية يمارس الناخبون بشكل متزايد تصويتا عقابيا ضد "الطبقة المهيمنة - Establishment" ، لكن إيصال السياسيين المارقين على سطوة الطبقة المغلقة المهيمنة ليس أكثر من هدف تكتيكي للشعوب ؛ فالناس فى قرارة أنفسهم يدركون أن تغيير الطبقة المستأثرة بالسلطة وعوامل القوة والهيمنة لا يغنى من النظام الذى يراد تأسيسه شيئا.
الديمقراطية اللبرالية استنفذت إغراءاتها . وتوشك ،أو هي كذلك، أن تعجز عن تلبية رغبة الأفراد فى ممارسة السلطة و تنظيم توزيع الثروة .
وحده العجز عن تمثل نظام محدد المعالم هو ما ينسأ فى عمر اللبرالية ، لكن حجة بقاء شقها السياسي ؛ أي الديمقراطية لمجرد أنها أقل أنظمة الحكم سوء لم تعد كافية ليخضع الناس حول العالم لها كحتمية طبيعية .
قد تكون الديمقراطية وصلت حدها ، لكن فضيلتها مع ذلك أن قيمها ، وليس ممارستها الإمبريقية ستقدم للشعوب التى عاشتها خلال تخبطها طيلة بحثها عن النظام البديل ما يحتكم إليه حين احتدام التجاذبات ، الصراعات وحتى الا قتتالات ، ويحد من ثم من التكلفة الإنسانية لذلك التحول.
أما الشعوب التى تغيب بينها قيم الديمقراطية فستضطر ، بفعل العولمة للتأثر بمخاض البحث عن النظام البديل ، إلى أن تعيش تجاذبات وصراعات واقتتالات يخشى أن تكون مفنية ، لذلك وريثما يستقر العالم الرائد ، ولا مجال للمجازفة بالتنبإ بأجل لذلك ، على تواضع جديد لتقنين تدبير السلطة والثروة ، ستكون معركة تلك الشعوب هي معركة ضمان وجود وبقاء .
و وحده سلاح الوعي وتضافر كل الجهود لا بعضها ما يمنح الثقة الضرورية لعدم الخسارة سلفا لتلك المعركة الحتمية...