الراصد : في مثل هذه الأسابيع قبل خمس سنوات مِن الآن، كان محور الدعاية للمرشح الرئاسي السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، هو الإشادة العالية بقدراته الخطابية ومواهبه البلاغية، بعد سلف كانت له مشكلاته البيّنة في هذا الجانب. لكن مأموريةَ السيد الرئيس بسنواتها الخمس انتهت ونحن ننتظر مؤتمراً صحفياً مباشراً، ليفاجئنا البارحةَ بإعلان تَرشحٍ مكتوبٍ على ورق فاخر للغاية!
ورغم أن العالَم تجاوز عصرَ الرسائل الورقية، والكل يسعى الآن إلى استثمار تقنيات الصورة والصوت لترسيخ وجهة نظره وتثبيت رؤيته، فالسؤال الذي يطرح نفسَه هنا: ما الذي منع الرئيس من إعلان ترشحه وجهاً لوجه أمام الشعب كما فعل في المرة السابقة؟ وهل هناك رسائل يراد إيصالها من خلال صياغات ورقية مدروسة بينما يصعب تمريرها وجهاً لوجه أمام الجمهور؟ وهل لخطاب نواذيبو، وما اشتمل عليه من اعترافات، علاقة بالعدول عن مخاطبة الشعب وجهاً لوجه إلى مخاطبته عبر رسائل ورقية مكتوبة؟
المؤكد أننا لم نر أيَّ مرشح في النظم الديمقراطية التي نحاول التشبه بها يتخلى عن مزايا الصوت والصورة التي توفرها التقنيات التواصلية الجديدة، مستعيضاً عنها بالعودة إلى الورق والرسائل الورقية القديمة!
محمد المنى