الراصد: كانت ليلة صيفية داجية ملبدة بغيوم المناخ القاري الأسمر،، لا نجوم بها يهتدي الراكب التائه في عتمة الصحراء المترامية، ولا بروق خُلب في أركان أفْقها تعطي ولو أملا قليلا لأرض عاشت اللأواء والضنك خلال سنين كسني يوسف العجاف.
في تلك الليلة الليلاء كان ذلك الوطن المصاب بحمى فيروسية يفترش جلدا عتيقا ، يتأمل في عتمة لا يعرف مشرقها من مغربها.
فجأة غزاه النعاس تدلت أجفانه .. نام بأعجوبة قبل أن يقرأ أذكار النوم.
نعم نام نوما عميقا حد السبات سمعت شخيره ونخيره.
صدقوني إذا قلت لكم أني رأيت لعابه يسيل على مخدته المهترئة المسماة نواكشوط رأيت كل شيء يتساقط من يديه المرتجفتين.
تقلب مرات على فراشه المتآكل، اقتربت منه سمعته يهذي ويهذي ، مرة يصرخ فأخاف وأهرب ثم أعود.
قال كلاما متقطعا لم أخرج منه بفكرة:
- برميل الغاز الأول يقترب من نهاية 2024.
- الانتخابات لن تكون رئاسية هذه المرة.
- الهيدروجين لونه ليس أخضرا بالضرورة.
- .مأموريته غزواني الأولى جسر التآزر و الثانية جسر الحي الساكن.
- بيرام هو المرشح الفعلي لنظام لحراطين والسونوكي.
- أحمد ولد هارون مرشح من قبل ولد ابريد الليل وولد بدر الدين رحمهما الله.
- نور الدين يصارع من أجل بقاء العيد ولد محمدن رئيسا في حكومة ولد الغزواني القادمة وولد الشيخ يفاوض من أجل صدافه.
- الحدود الموريتانية المالية تشتعل بالنيران الصديقة.
إنه الهذيان .. حاولت عبثا أن أخفف من أوجاعه لامست جسده الساخن نهض فجأة صرخ في وجهي.. صرخت معه ، سألته : ما دهاك يا وطني الغالي..
تثاءب .. رأيت قليلا مما تبقى من أسنانه التي أكلها التسوس نتيجة الإهمال.
قال وقد التفت إلي بنصف بصره :
- رأيت في منامي عصابة تطاردني حاولت الهروب منها كانت تلاحقنني من كل الجهات، من جهة تطاردني أغلبية من الرجال والنساء يحملون معهم رجلا أصلعا طيب السريرة كما توحي ملامحه فأهرب إلى الجهة الأخرى فأرى أقلية فيها ثلة من الرجال بيضا وسودا بعضهم كث اللحى والبقية حَلَقَة يبتسمون كلهم حاولت أن أصافحهم فأحجمت، صراحة لم أطمئن لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء.. هربت كنت أركض وأركض طاردوني حاصروني وأخيرا أمسكوا بقدمي المتورم فسقطت وهنا كانت الصرخة التي سمعت..
ثم عاد لسباته وشخيره..
سامحوني أنا أيضا إذا مارستُ حقي في الهذيان لقد كنت متعبا من آثار السفر الطويل..