الراصد: سأل الكاتب الفرنسي (أريك لوران) المرحوم الملك الحسنالثاني في كتابه “ذاكرة ملك”: ألا ترى أن الإنفجار السكاني فيالمغرب يتطلب بناء المزيد من المدارس.
رد الملك الحسن الثاني قائلا: لا أعتقد إنما يتطلب بناء المزيدمن المساجد.
معالي الوزير لانحتاج سجنا يتسع لـ 12 ألفا من أبناء المهمشين، الشعب كله في سجن كبير، ما هو متاح الآن يستوعب جميع لصوص المال العام والمفسدين، وليس أولائك الذين مدوا أياديهم النحيلة للحصول على قوتهم،فلعلهم عجزوا عن الإقتداء بإمام المحرومين “أبو ذر الغفاري”حين قال: عجبت لمن لايجد قوت يومه كيف لايخرجعلىالناس شاهرا سيفه.
معالي الوزي، سجونكم مليئة بصغار اللصوص الذين حكمعليهم بالسجن خمس سنوات لأنهم انتعلوا حذاء في يوم حر قائظ، أو أخذوا حين مسغبة قنينة غاز ليسكتوا أفراخا بذيمرخ، حمر الحواصل لا ماء ولا شجر.
ولا بأس أن أذكركم هنا أن الخليفة العادل عمر رضي الله عنهقام بوقف حدِّ السَّرقة في عام الرَّمادة، ليس تعطيلاً للحدِّ، بللأنَّ شروط تنفيذه لم تكن متوافرة.
أما لصوص المال العام نهبة المليارات، فتعطلون فيمعاقبتهم كل الحدود، وتمهلونهم متسعا من الوقت لإعادةبعض ما سرقوه دون ابعادهم أو حتى مساءلتهم.
ما نحتاجه حقيقة معالي الوزير، هو تكريس دولة القانون التيلايسلط فيها القضاء الواقف على خصوم النظام.
نحتاج للقسط في تقسيم ثروات البلد، وإنصاف المهمشينوالفقراء.
نحتاج للمساواة بين أبناء الشعب عندما تكون المواطنة هي الفيصل، لا الإنتماء العرقي أو الشرائحي أو القبلي.
نحتاج انتخابات لا يعرف فيها مسبقا من هو الفائز.
معالي الوزير لم يهاجر النبي ﷺ من مكة بسبب كفر أهلها بلهاجر بسبب ظلمهم !
ولم يأمر أصحابه بالهجرة إلى الحبشة لإيمان حاكمها بللعدالته، فحيثما وُجد العدل ، وُجد الوطن.
لله من وطَنٍ قلبي له وطنٌ
يَـبْلى و أبْـلَى وما تَبْلَى فجائِعُهُ
محمد نعمه عمر