ولد اواه: يستقيل من حزب التكتل… حين يتعارض المبدأ السياسي مع الكرامة الشخصية!

أربعاء, 03/04/2024 - 11:29

الراصد: بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين 

الموضوع: رسالة استقالة

إلى السيد رئيس تكتل القوى الديمقراطية، الموقر، 

تحية طيبة وبعد، 

منذ أكثر من ثلاثة عقود، وأنا ثابت في النضال ضمن صفوف المعارضة الديمقراطية، أحمل هم التغيير الذي يخدم تنمية البلاد ويصون وحدتها واستقرارها، وذلك بالرغم من الهزات القوية التي عرفتها هذه المعارضة ومن ما تعرضت له من قمع وحصار ومن خيبات أمل. 

بدأت مساري السياسي في خضم التفاؤل الذي أثاره تأسيس الجبهة المتحدة لقوى التغيير وتأسيس اتحاد القوى الديمقراطية، ثم ترشحكم ـ سيادة الرئيس ـ لأولى المنافسات الانتخابية في ظل التعددية، وترؤسكم لاتحاد القوى الديمقراطية /عهد جديد. وتواصل هذا المسار من دون انقطاع داخل تكتل القوى الديمقراطية منذ تأسيسه وحتى اليوم. 

ولست بحاجة إلى التأكيد على الجهود المضنية والتضحيات الجسيمة التي بذلتها طوال هذه الفترة في سبيل انتصار المبادئ والمثل التي أتشبث بها خدمة للمصلحة العليا للبلاد وفي سبيل نصرة قطب التغيير، تلك الجهود التي تضاعفت مرات ومرات منذ أن أصبحت أشغل وظيفة فيدرالي الحزب على مستوى نواكشوط الجنوبية. 

كما أنني لست بحاجة أيضاً إلى التأكيد على أنني وجدت فيكم ـ سيادة الرئيس ـ القائد الشجاع الصبور المخلص لوطنه والزعيم الفذ المثابر على المضي قدما في الطريق الذي اختطه لنفسه، وعلى النهوض بجدارة بأعباء المهام الجسام التي تصدى لها. 

وعلى مدى العقود الثلاثة الماضية، كان علي أن أصادف في ميادين النضال إخوة وزملاء ومناضلين من مختلف فئات وشرائح المجتمع ومن جميع جهاته، تشاركت معهم الهم الوطني وتقاسمت معهم الحلو والمر، وأحتفظ لهم بالكثير من الود والاعجاب لا يضاهيه إلا حجم الفخر والاعتزاز بالتجارب الغنية التي خضناها معا بكل إخلاص ونكران ذوات، في سبيل مصلحة شعبنا. 

وسيكون علي الاعتراف بأنني أشعر بالكثير من الأسى، وأنا أرفع إليكم هذه الاستقالة، غير أن الصراعات التي يعيشها الحزب منذ فترة والتي بلغت مؤخرا مستوى يفوق قدرتي على تحمل نتائجها على الأرث المشترك لحزبنا وعلى صورته لدى مناضليه ومناصريه كما لدى الرأي العام، ذلك أن الالتزام السياسي حين يصبح في تعارض مع الكرامة الشخصية ومع مقتضيات المروءة، يتحول إلى عبء ينبغي التحلل منه في أقرب الأوقات تفاديا لتفاقمه وتطوره في اتجاهات غير مأمونة العواقب. 

وفي الختام، تقبلوا ـ سيادة الرئيس الموقر ـ وافر التقدير والاحترام. 

نواكشوط، بتاريخ 02 أبريل 2024

سيديا ولد أواه