نكبة وطن..اتفاقية الهجرة وموضوع الشراكة مع الاتحاد الأوروبي...

سبت, 23/03/2024 - 16:27

الراصد : يعتبر موضوع الهجرة فظيعا وشائكا وله تداعيات خطيرة خاصة حينما يتعلق الأمر بمفردات مثل “الإيواء” و”الاستقبال” و”الادماج” مصطلحات مطابقة تماما لمعنى “التوطين” وهي نفس العبارات التي تضمنتها اتفاقية الشراكة مع دول مجاورة مثل تونس والمغرب .
وحتى لو اختلف السياق فإنه اختلاف من حيث أسباب الاذعان للاتفاق، فالمغرب مثلا استخدم موضوع الشراكة في إطار الهجرة عصا  غليظة للضغط على الاتحاد الأوروبي بخصوص ملف الصحراء فكان له ما أراد من خلال اعتراف اسبانيا ودول أوروبية بتبني مقترح الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية ومن خلال فتح قنصليات عديدة لدول افريقية في مدينتي الداخلة ولعيون ... 
رغم التداعيات الخطيرة أمنيا واقتصاديا على المغرب جراء تدفق المهاجرين بشكل مهول....
تونس أذعنت للاتفاق بفعل إكراهات اقتصادية كبيرة تخللتها موجة من انعدام المواد الأساسية والضرورية للحياة إضافة لارتفاع معدل البطالة وحالة عدم الاستقرار السياسي فاستلمت هِبات وقروضا من الاتحاد الأوروبي مما جعلها قبلة للمهاجرين فتفاقمت مشاكلها الاقتصادية والاجتماعية وأصبحت مثارا لموضوع الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان ضد المهاجرين...
فما الذي يجعل موريتانيا تذعن لمثل هذه الشراكة؟ هل نحن نحتاج لمثل هذه القروض في ظل مضاعفة ميزانيات التسيير وانهاك المواطن بالضرائب؟ هل نحتاج لأخذ التزام دولي بإدماج المهاجرين الذين لم تستطع تونس امتصاصهم مع أن عدد التونسيين ناهز 12 مليون والمغرب 40 مليون ! 
هل نحتاج لمشاكل وهزات أمنية واضطرابات في ظل حالة التهديد الأمني للمواطنين داخليا وعلى مشارف الحدود من كل الجهات .
هل نحتاج لمثل هذه الشراكة للتأثير بشكل سلبي على النسيج الاجتماعي للبلد وهويته الدينية والثقافية!  بلد يبلغ عدد سكانه خمس ملايين !! .
هل تحتاج موريتانيا لمشاكل حقوقية وملفات تتعلق بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ضد المهاجرين الأفارقة حينما يتعلق الأمر بالاحتجاز وحقوق النساء والأطفال القاصرين والحقوق المترتبة مثل الحق في الصحة والتعليم والسكن اللائق؟! 
و للتذكير فقط وبالعودة إلى تونس، ففي آخر تصريح لرئيسها قيس سعيد رفضت معونة بمقدار مليار أورو واعتبرت أن تونس لن تكون موطنا للمهاجرين ! 
يمكن أن يكون هناك سبب واحد وهو دعم وتوفير الحماية للأنظمة الشمولية وتوفير غطاء للقمع مقابل الصمت الأوربي والارتهان لسياساته بخصوص ملف الهجرة إذا علمنا أن دول أوروبا اليوم تشهد أرتفاعا ملحوظا للأصوات  المطالبة بحماية حقوق المهاجرين بالموازاة مع أخرى متطرفة تطالب بطردهم .

منقول