الراصد: مع تصاعد الحركات اليمينية المتطرفة، يهدف حزب الشعب الأوروبي، و هو أكبر حزب سياسي في الاتحاد الأوروبي، إلى تشديد موقفه بشأن الهجرة، مستلهمًا "خطة رواندا" التي تتبناها المملكة المتحدة.
و قالت صحيفة "لوموند" الفرنسية، إن "هذا التشديد يأتي ردًّا على زيادة عمليات الدخول غير النظامية لأوروبا، و تسجيل طلبات اللجوء في عام 2023"، حيث دعا رئيس حزب الشعب الأوروبي مانفريد ويبر، إلى تقليل عدد الوافدين.
و اقترح بيان حزب الشعب الأوروبي، الذي تدعمه رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، تحويل أوروبا إلى حصن، وزيادة عدد موظفي فرونتكس إلى ثلاثة أمثاله ليصل إلى 30 ألف موظف، إضافة إلى إجراء إصلاح جذري لتشريعات اللجوء الأوروبية، و نقل طالبي اللجوء إلى بلدان ثالثة.
و أوضح البيان أن مفهوم "الدول الثالثة الآمنة" يعكس خطة السلامة في رواندا التي أطلقتها المملكة المتحدة، مقترحا نقل طالبي اللجوء الذين يصلون إلى الاتحاد الأوروبي إلى هذه البلدان لإجراءات اللجوء.
و بدورهم، أكد خبراء، استناداً إلى محاولات فاشلة سابقة ولاسيما في أستراليا والدنمارك، أن تنفيذ مثل هذه الخطة يواجه تحديات قانونية وفنية وسياسية.
و رغم الأطر القانونية القائمة والاتفاقيات السابقة، مثل الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، فإن جدوى وفعالية الاستعانة بمصادر خارجية على نطاق واسع تظل موضع تساؤل.
فيما يرى المنتقدون أن هذا النهج يقوض حقوق طالبي اللجوء و قد يؤدي إلى مناقشات مطولة و جمود سياسي داخل الاتحاد الأوروبي.
و مع أن بعض الدول الأعضاء، مثل إيطاليا، قد تدعم مبادرات مماثلة، فمن المتوقع أن يلقى معارضة من الديمقراطيين الاشتراكيين وغيرهم.
و خلصت الصحيفة إلى أن مصير الاقتراح يتوقف على التعامل مع الأوضاع القانونية و السياسية المعقدة مع الموازنة بين الاهتمامات الإنسانية و المصالح الوطنية.