الراصد : عجبًا لمن كان يُناوئُ نظام ولد الطايع بالأمس، وهو يوالي نظام ولد غزواني اليوم أو يُداهنه! فالمفسدون هم أنفسهم مع تقدم في السن وختم على القلوب وتجذر في الباطل وتكاثر في الأولاد وتوارث للأحفاد، و تبديد المال العام أكثر انتشارا وأكثر مستفيدين، و القبلية والجهوية أكثر استفحالًا ووقاحة، واسترضاءُ العشائر والمشيخات والسياسيين بالوظائف في أوجِّه التاريخي، و تبديد المال العام والممتلكات العمومية لم يسبق له مثيل في تاريخ البلد (الميزانيات، السيارات، الأسفار، تعيين المرضى أو من لا يُداوم في العمل أصلا…)، والزيارات الكرنفالية للداخل والخارج لم تعد تقف تحت حصر، ولم يعد يسجن أحد أو يقال في فساد عمومي، وتقارير محكمة الحسابات (إن صدرت) لا يُبالى بها، و مفتشية الدولة تم تحويلها للرئاسة للتأكد من إفراغها من محتواها الأصلي أو توجيهها بمصلحة بقاء النظام، … تدجين الإعلام العمومي هو نفسه وبنفس الأوجه المُنافقة المتملقة المخابراتية، بل إزدان بشراء الصحافة الخصوصية من خلال صندوقها (فالصناديق هي سيدة الموقف هذا الزمن)، و شراء أوقات القنوات الفضائية بميزانية الإذاعة، والأحزاب لا تُرخص بالقانون، والصفقات تُمنح بالولاءات الضيقة، والتعيينات بالسمسرة والوساطة و السحر و "لحجاب"… والخدمات من أردئ إلى أردئ (انقطاع تاريخي للماء عن العاصمتين في آن واحد لمدة أسابيع، مع تردي خدمة الكهرباء والاتصالات…)، والتعليم والصحة من أرذل إلى أرذل ، والأسعار في عنان السماء مع تدني جودة المواد الاستهلاكية المتاحة في السوق وسرطنة الكثير منها للبشر، والأوقية تهاوت قيمتها قبل أسابيع بنحو 20%، والحريات انحسرت وتراجعت بفضل سن قانون الرموز المستورد من الإمارات مع مصادره البشرية، وقمع المظاهرات و منح الوقفات الاحتجاجية…
والباقي كثير وكثير…
فعلى من يقف مع هذا النظام الفاسد الظالم اليوم أن يقدم ذات يوم تبريرات وحججًا خير من تلك التي لم يقدم لمعارضته لنظام معاويه!
#الحل_في_أتفرديل_بالحق_والعدل