الراصد : اتهم النقيب، الشيخ ماء العينين الحسن، السلطات في نواذيبو، بتجاهل ماساة البحارة المعتصمين منذ شهر و نصف، امام مكاتب الولاية، متسائلا عن الأسباب التي جعلتهم يتساهلون بهذه الدرجة مع مشغلين يرفضون دفع رواتب عمال كانوا يشغلونهم و يتربحون على ظهورهم، يقول النقابي.
و تسائل النقابي، فس حديث يوم أمس لمراسلون، عن دور مسؤول لا يمكنهم أن يسوي مشكلة بهذه البساطة و الوضوح؟ مذكرا بأن الراتب لا مساومة فيه، كما تنص على ذلك القوانين و الشرائع العالمية.
هذا و يتواصل لليوم ال 45 على التوالي، اعتصام مجموعة البحارة، أمام دار الولاية بمدينة نواذيبو، للمطالبة بحقوق و رواتب، يرون تعنت مشغليهم في دفعها.
و منذ شهر و نصف، يتنادى كل صباح، البحارة، في الساحة الواقعة بين الملعب البلدي و مكاتب الولاية، ساحة فيها يتداولون الغداء و يحتسون الشاي، على أطراف حديث مليئ بالتظلمات و قصص لقاءاتهم مع المسؤولين المعنيين بقضيتهم، مسؤولين يقول البحارة إنهم، في كل مرة يتعهدون بتسوية وضعيتنا، لكن في كل مرة يخلفون و تارات يختبؤون خلف جدران مكتابهم، تاركين مساعينا و آمالنا فيهم، فريسة لرجال أعمال نهمين لا هم لهم سوى زيادة مدخراتهم المالية، و لو كان ذلك على حساب ارباب اسر خدموهم طويلا و من رواتبهم اقتطعوا و اقتطعوا، قبل أن يلتهموها بالكامل هي و الحقوق ! يوضح نقابي من المعتصمين.
يقضي المعتصمون، يومهم، على أديم ساحة على الطريق العام، تعرف في نواذيبو، بساحة المطالب، يوزعون الأدوار، هذا يقيم الشاي و ذاك يغسل الأواني و آخر يضرم النار و رابعة يقوم بتحضير الخضار و خامس ينظف السمك و سادس يقوم بطبخ الغداء و كلهم يستعمون و تارة يشاركون في رفع الشعارات: ندور خلاصي، ندور حقي، ماني ساكت عن حقوقي... .
حقوق و رواتب يقول المعتصمون، إن الإدارة عاجزة عن ارغام المشغلين على دفعها و يحملون رئيس الدائرة البحرية بنواذيبو، المسؤولية الكاملة، فهو من يشرف على اكتتاب البحارة و يراقب تنفيذ العقود بينهم و المشغلين.
لم يتسنى لنا في مراسلون، الوقوف على رأي الدائرة البحرية، فالإدارات في نواذيبو، صعبة الولوج و أخبارها شحيحة، و رغم كل ذلك ، يواصل البحارة، اعتصامهم، و بمساعدة من بعض السكان الذين يجلبون لهم في بعض الأحيان مساعدات غذائية، تساعدهم على الصمود، حتى يحصلوا على حقوق مغتصبة، منها الراتب (الواجب بغير نقاش) و منها الاقدمية في العمل، ناهيك عن التأمينين الصحي و الاجتماعي...
باباه ولد عابدين - نواذيبو - مراسلون