الراصد : شهدت البلاد يوم الخميس 21سبتمبر توقيعا ثلاثي الأطراف على" ميثاق الجمهورية" بين حزبي تكتل القوى الديمقراطية واتحاد قوى التقدم من جهة ، وحزب الإنصاف من جهة، والحكومة ممثلة في وزارة الداخلية من جهة ثالثة، حيث يعتبر الموقعون على هذا الميثاق أنه إنجاز تاريخي لصون المكتسبات وحماية الديمقراطية، مؤكدين أن الباب مفتوح أمام الجميع لولوج الميثاق.
بينما تباينت ٱراء الطيف السياسي حول هذا الميثاق ، بين من يعتبره أضحوكة سياسية تحاول رد الاعتبار لمن خذلتهم صناديق الاقتراع، ولم يحصلوا على مقعد بلدي ولا جهوي ولا برلماني، وبين من يعتبره انتكاسة وعمل جوسسة ضد المعارضة ودليلا على نكوص النظام،كما قال النائب البرلماني بيرام ولد اعبيدي في تعليقه على ميلاد الميثاق الجمهوري.
مشيرا إلى أن توقيع حزبي التكتل و قوى التقدم على هذه الوثيقة يعتبر خيانة للمعارضة و للشعب، مذكرا بمطالبة الحزبين سابقا لنواب المعارضة إبان إعلان نتائج الانتخابات الأخيرة بالاستقالة احتجاجا على ما اعتبراه تزويرا لم يسبق له مثيل، متسائلا عن حقيقة مشاركتهما في المسيرات و المهرجانات الأخيرة التي نظمتها أحزاب المعارضة على خلفية ما وصفها بالأزمة التشريعية التي عرفها البلد بسبب التزوير في الانتخابات التشريعية الأخيرة.
ولم يختم ولد اعبيدي كلمته ٱنذاك قبل أن يذكر بنتائج الحزبين في آخر انتخابات رئاسية وبرلمانية واصفا إياها بالصفرية.
رئيس حزب التحالف الشعبي التقدمي مسعود ولد بولخير اختار التحفظ على رأيه في ميثاق رفقائه السابقين.
بينما لم تتحفظ عدة أحزاب من الأغلبية الداعمة للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني على الميثاق، وهي (الحزب الجمهوري للديمقراطية والتجديد.
،حزب الرفاه، حزب البناء والتقدم “حبت” ، حزب المسار، حزب الحراك الشبابي، حزب الوحدة والتنمية، حزب الفضيلة)
حيث قالت هذه الأحزاب في بيان مشترك إن الوثيقة لا تمثل العنوان الذي تحمل، بحيث تكون عناوينها ومضامينها جامعة غير مفرقة،
وأضافت أنها على الرغم من تقديرها لهذين الحزبين ونضالهما التاريخي فإن هذه الوثيقة لم تراع الظروف الإقليمية والدولية المشتعلة،
مشيرة إلى أن التوقيع على الوثيقة
يقتضي الإقرار بالنتيجة قبل النقاش والحوار عكس الطريقة المعروفة في النقاشات والمحاورات وأساليب البحث بين الأطراف للوصول إلى آراء مشتركة.
ويستغرب بعض المراقبين للشأن السياسي في موريتانيا صمت أكثر الأحزاب المعارضة تمثيلا في البرلمان ، حزب تواصل المحسوب على الإخوان، وعدم صدور أي تعليق منه على هذا الميثاق، رغم توليه زعامة المعارضة، ولا يستبعد البعض أن تكون في الأمر مكيدة، حيث دأبت بعض الأحزاب السياسية الموريتانية على خذلان بعضها البعض، خاصة في الأوقات الحرجة حسب أصحاب هذا الرأي.
بينما يرى البعض الٱخر أن حزب تواصل يدرس على مهل ردة الفعل على الميثاق ، ويخطط لإجهاضه قبيل الانتخابات الرئاسية المقبلة.
#eurosmedias