الراصد : كشف تحقيق استقصائي حول ظروف تخزين وعرض المواد الغذائية في الأسواق الموريتانية عن نتائج دراسة محلية رصدت تسجيل مركز الأنكلوجيا (علاج السرطان) بنواكشوط لـ1278 حالة إصابة بالسرطان خلال العام 2020.
ورصدت الدراسة التي أوردها تحقيق "الموت القادم من السوق" الذي أعده الصحفي بتلفزيون المرابطون نور الدين مولود، وأنتجته مؤسسة MBT Prod، تصاعد منحنى حالات الإصابة بالسرطان المسجلة لدى مركز علاج السرطان الوحيد في موريتانيا من 408 حالات عام 2009 إلى 946 في 2015 ثم 1278 في عام 2020.
فيما بلغت مجموع الحالات التي رصدتها الدراسة 10.149 حالة إصابة بالسرطان خلال الفترة ما بين 2009 و2020.
وقال البروفوسور والخبير الدولي في مجال التغذية والصحة العمومية محمد الحافظ دهاه خلال تعليقه على نتائج الدراسة التي أعدها أطباء موريتانيون ونشرها مركز إماراتي للدراسات الطبية، إنه لا توجد دراسات في موريتانيا تثبت الصلة بين ظروف حفظ وعرض المواد الغذائية وبين إصابات السرطان المسجلة.
ولفت الخبير الدولي في مجال التغذية إلى جل الدراسات العالمية في المجال تؤكد الأثر السلبي والارتباط الوثيق بين ظروف العرض والتخزين السيئة للمواد الغذائية وبين الإصابة بمرض السرطان.
وفي ذات السياق كشف المهندس الزراعي محمد السالك ماصه خلال حديثه ضمن التحقيق أن مادة النعناع من بين مواد أخرى تزرع محليا تخضع لعلاج بمواد كيميائية عالية السمية وتشكل خطرا على الإنسان.
وقال ولد ماصه إن مواد مخصصة لقتل الجراد وبعض الطيور والتي توجه للاستخدام في المناطق غير المأهولة بالسكان، يستخدمها عدد من المزارعين محليا في نواكشوط والداخل لحماية نبتة النعناع بعد تهريبها من مخازن المكتب الوطني لمكافحة الجراد.
ولفت الخبيران في مجال السلامة الصحية لكويري هيبة لكرع ورباب كابر هاشم، وكذا رئيس منتدى المستهلك الموريتاني الخليل خيري إلى أن ضعف الرقابة وغياب مختبرات رقابة قبلية على جودة المواد المدخلة للسوق عوامل ساهمت في وضعية مزرية تعيشها المواد الغذائية في الأسواق الموريتانية.
وأضافت الخبيرة رباب كابر هاشم أن تداخل الصلاحيات الرقابية بين العديد من القطاعات الوزارية (الصحة، الزراعة، التجارة، البيطرة..)، وطغيان مهام أخرى لدى هذه الهيئات على مهامها الرقابية جعل السوق يعيش حالة من التسيب.
ورصد التحقيق الصحفي المصور جوانب من طرق وظروف عرض المواد الغذائية في سوق العاصمة (كلينيك – كبيتال – شارع الرزق).