الراصد: خلال الاربع سنوات المنصرمة ، نجح النظام في احتواء بقايا المعارضة وإدخارها الى حين انتهاء صلاحيتها ومن ثم الدفع بها في المنافسة السياسية بغية اظهارها في مظهر العزيز المذل ،
فخلال هدنة العار و حيث مرت على البلاد اربع سنوات من الجرم اكتوى بنيرانها كل مواطن بالصمت المخزي لهذه المعارضة في ظل طغيان وجبروت هذا النظام الفاسد والفاشل ، سنوات تجرع فيها المواطن المنكوب انواع الظلم و الديكتاتورية و سوء بل انعدام الخدمات و غلاء الاسعار وانتشار غير مسبوق للبطالة يرافقه تهجير قسري للشباب ….وقائمة من العار والمعاناة تتواصل دون انقطاع ….
ظلت افواه المعارضين مكمومة بفعل الانطباح و اغراءات الاحتواء و اذا ما نطقت ببنة شفة لكان للنظام نصيب الاسد منها من المديح و الاطراء و للمواطن التجاهل والاهمال ،
فألسنتهم قد روضت خلال هذه الفترة المشؤومة بمدح الرئيس و وصف حكمه بالرشيد تارة و بالحكمة أحايين كثيرة ، حتى ان بعضهم قد وصفه بالهبة الإلهية …
وهكذا خلت الساحات من اهلها ولم يعد لذلك الصوت المزعج اي صدى سوى همسات خافتة تتلى آناء الليل لا يسمعها الا اولى الالباب ، أو منابر صادقة للأحرار لا تمتلكها يافطة و لا تأتمر لفكر معين او عمق اديولوجي ، فملأت تلك المنابر الفراغ الذي خلفته المعارضة الخائنة و كانت الملجأ للمواطن الذي ترك على قارعة الطريق ، وحل المدون مكان النائب مع فارق الامتياز و طول وعرض مساحة الهكتار ، و هنا وقعت القطيعة مع الساسة بتنوع شعاراتهم و انعدمت الثقة واصبح من الضروري الايمان بالنهج الجديد التي يستمد من التحرر من اوجه العملة الواحدة التي ترسم ملامحه المبهومة معارضة مزيفة تحمل نفيس جينات الموالاة .
و جاء يوم الحق وكشف المستور يوم التسابق والتنافس فحمل معه مفاجئات او علامات تضع المواطن في حيرة تنضاف لمايشعر به من يأس و احباط ، فهذا الحزب الحاكم يتبرأ من بناته ( الاغلبية) و تلك المعارضة المعمرة تعود الى احتضان ابناءها بعدما تذيلت اللوائح وخسرت التحدي و لم يعد امامها الى عاقبة ( بوگوبه) او الطريق الى لملمة الجراح عبر حفظ ماء الوجه الخجول الذي لم يعد امامه سوى الانطواء تحت القادة الجدد
وهنا ينحني المحارب العجوز قهرا امام عاديات الزمن التي لا تعترف بالتاريخ بقدر ماهي مهتمة بمسايرة الاقوى في الظرف الراهن ، ثم يصطف الجمع من جديد فتصدح الالسنة بالظلم جهرا بعد سنوات عجاف اصيب فيها الجميع بالصم و العمي ،
فقد عادت تلك المعارضة فهل يعود معها التصعيد ؟ أم ان المناورات ستكون كما كانت لصالح النظام الذي يتفرج على احزاب عتيقة تحتضر و معارضة حديثة لا زالت قيد العلاج والفحص تتراشق في ما بينها بالعمالة و الاتهامات ، او ما قد يفهم منه انه سباق للزعامة يشبه حرب العروش ؟؟!!
وهل سيتمكن النظام من تمرير اجندته وشرعنتها بكفيل يحتضر ؟
سيحدث هذا وربما لا او يحدث ذلك او العكس ،
فما هو مؤكد ان المواطن هو الخاسر الوحيد ففيه تكمن الضحية و يستمر الألم .