الراصد: نشرت مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية ذائعة الصيت تقريرا عن التنافس بين روسيا والصين من جهة، وحلف شمال الأطلسي من جهة أخرى على موريتانيا.
واستهلت المجلة تقريها الذي أعده "سامويل راماني" مؤلف كتاب "روسيا في أفريقيا"، استهلت تقريرها بمساعي الصين لتطوير علاقاتها مع موريتانيا، واللقاء الذي أجراه الرئيس محمد ولد الغزواني مع نظيره الصيني جين بينغ في 28 من يوليو الماضي بمدينة "تشنغدو" الصينية، والذي جاء بعد لقاء آخر بين الرئيسين في قمة الصين والدول العربية التي عقدت في العاصمة السعودية، الرياض في 9 ديسمبر 2022.
وقالت المجلة إن هذين اللقاءين يؤكدان على وضع موريتانيا باعتبارها المعقل الوحيد للاستقرار السياسي النسبي في منطقة الساحل، المعروفة بوجود أنظمة تقودها مجالس عسكرية في مالي وبوركينا فاسو وتشاد والنيجر.
وأضافت كما أنه يلخص كثافة المنافسة الجيوستراتيجية في موريتانيا - التي غالبا ما يتم تجاهلها - والتي تدور حول احتياطيات الغاز الطبيعي في موريتانيا وإمكانات الطاقة الخضراء التي توفرها تضاريسها الصحراوية الشاسعة وموقعها ذي القيمة الاستراتيجية على ساحل المحيط الأطلسي.
وفي السياق ذاته وصف تقرير المجلة استثمارات الصين في موريتانيا بأنها "أكثر تكاملا" حيث منحت الحكومة الموريتانية في 2016 عقدا بقيمة 325 مليون دولار لشركة بولي تكنولوجيز الصينية لتطوير ميناء ندياغو على ضفاف نهر السنغال والذي يتوقع أن يكون مركزا لصادرات الطاقة إلى أوروبا ويربط موريتانيا بالسنغال.
وعرج التقرير على المساعي الروسية لتوطيد علاقاتها مع موريتانيا، بمافي ذلك الزيارة التي أداها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لنواكشوط في فبراير 2023.
وقال التقرير إن كون موريتانيا يمكن أن تلعب دورا في موضوع الطاقة التي تحتاجها أوروبا، فضلا عن إمكانية منح حلف شمال الأطلسي موطئ قدم بجوار مجموعة فاغنر في مالي، هو السبب الذي جعل الكرملين يريد تعزيز علاقاته بنواكشوط.
وأردف التقرير أن الروابط الأمنية الأوثق بين روسيا وموريتانيا يمكن أن تؤدي إلى دعم جهود فاغنر في هذه المنطقة ذات الأهمية الاستراتيجية.
وعن الأسباب الكامنة وراء تعزيز علاقة الغرب (الناتو) مع موريتانيا، أورد التقرير جملة من العوامل، منها تحسن الوضع الأمني في موريتانيا ووجود نظام سياسي شبه ديمقراطي، وتعزيز علاقاتها مع حلف شمال الأطلسي بشكل كبير.
وأشار التقرير إلى زيارة غزاني الأولى نوعها لرئيس موريتاني لمقر الناتو 2021 والحفاوة التي حظي بها من قبل الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ وإشادة الأمين العام للناتو بموريتانيا "كقائدة في مجموعة دول الساحل الخمس" ضد الإرهاب وتعهد بتعميق التعاون الأمني الحدودي.
وأردف أن دعوة موريتانيا إلى قمة مدريد في يونيو 2022 كشريك غير تابع لحلف شمال الأطلسي، غذّت التكهنات بأنه يمكن إقامة قاعدة للناتو على ساحلها الأطلسي ذي القيمة الاستراتيجية.
كما أن توسيع تعاون الناتو الأمني مع موريتانيا مدفوع برغبة الدول الأوروبية في كبح جماح تدفقات الهجرة غير القانونية من منطقة الساحل، مشيرا إلى أن التعليق الأخير لتعاون المفوضية الأوروبية في الهجرة مع النيجر يزيد من أهمية موريتانيا في هذا المجال.
وتابع التقرير في السياق ذاته قائلا "بينما تبحث البلدان الأوروبية عن موردين بديلين للطاقة، اكتسبت موريتانيا أهمية استراتيجية جديدة، إن من المقرر أن تصبح موريتانيا مصدرا للغاز إلى أوروبا بحلول نهاية عام 2023 مع اكتمال المرحلة الأولى من مشروع التورتو الكبير أحمد، بقيادة شركة بريتيش بتروليوم وكوزموس للطاقة.
واعتبر التقرير المطول أنه يمكن لموريتاني أيضا أن تضع نفسها بسرعة كمركز للطاقة المتجددة في غرب أفريقيا، مع 700،000 كيلومتر مربع (270،000 ميل مربع) من الأراضي المتاحة لبناء الألواح الشمسية وتوربينات الرياح.
وختمت المجلة تقريرها بالقول إن قدرة الرئيس محمد ولد الغزواني على إقران الملف الدبلوماسي المتنامي لموريتانيا بالنمو الاقتصادي طويل الأجل وتدابير مكافحة الإرهاب الفعالة ستحدد ما إذا كان بإمكانها تجنب الانجرار إلى حزام الانقلاب في غرب أفريقيا.
لقراءة التقرير الأصلي للمجلة الأمريكية اضغط هنا