الراصد : الجمهورية العطشى بين البحر و النهر و تحت المطر المنهمر تعيش ليلا داماسا و نهارا مظلما ، في كل حين تخذلها نخبة استولت على أمرها و فرضت عليها صياغة قرارها و تدبير شأنها و التحكم في خياراتها و تتكالب على كل مصلح احزنه الواقع و شفه حال الشعب الكسير الأسير في وطنه المهاجر هجرة المخاطرة بالنفس حفاظا على النفس و الشرف و العزة والكرامة بعد أن علا شأن شواذها وهان موضع احرارها و نكست اعلام رفعتها و قد اثخن الخل جراح خليله و تعمد السيد طمر موؤدته و فرض القوي على الضعيف الخوف حتى لا يعبر عن ألمه و حتى لا يكسر الهدوء المبارك والصمت المطبق على جنازة وطن ولد في أنبوب صدئ و تحت إشراف خبراء سلاح تقليدي فتك بشعب يختطف النظر تارة و يسطو على بعضه ليكمل دورة الحياة وليبقى خلف مشهدِِ ضبابي القناعة رمادي المناعة حديث التجمعات بسيط الطموح عبثي الحكامة .
يقوده اليوم مارك و ماسك و تطبيقات تيك توك وسناب من داخل غرفه المنفتحة انفتاح الصحراء على ضفاف النهر و فوق موج البحر حتى غدت بيوت ظلت مغلقة و مضارب عاشت منعزلة تهتز في غرف نومها صبايا و مراهقين عبثت ببراءتهم حياة أمم تعاني حصاد تحررها من قيم الجنس البشري و تصر على أن تفتن كل امة خالفتها النهج و العقيدة .
حينما اذهب بعيدا لمرحلة التأسيس و ما قبلها فلأن لحظة الوطن تعود بي مكرها إلى البداية و ما قبلها حين كان الوطن الوهم غيمة حيث تمطر ،و سنبلة حين تخرج ،و نخلة حين تبسق ،وسمكة حين تُصطاد و بهيمة انعام حين يرتفع صوت راعيها مزمجرا او حاديا ، فقلق ما قبل التأسيس و سحنة الحزن التي رافقته تُرتسم اليوم على وجوه اغلب احرار الوطن و حرائره و هم عطشى و جياع و خائفين ، و في أعتى قلاعهم تنتهك حرمات قادة و سادة و يصادر القانون ويتلاعب هواة غير مهرة بصبر الضحايا و عواطف آخرين ، و لا حديث عن قيم ونبل سلوك منتصر يحتفي بنصره بين تاريخ وطن يحرق و شعب تزهق ارواحه ونخبة حبست أنفاسها وهي تنتظر حصتها من كعكة اكلها اللصوص حين سطوا في ليلة ماطرة ومظلمة على حصاد الوطن
إنما الحاصل ، تأكيد تشجيع سلوك الهز والغمز و اللمز في القصر و المقر و الثكنة و على الضفاف ، و بعيدا على اسوار المكسيك تستباح حياة فلذات اكبد المحتجزين داخل مربعات الوطن النتنة المنتهبة ، فإلى متى ..... ؟