.JPG)
الراصد : هل كانت صوتية الشيخ الددو حول( ازناكه) قنبلة صوت دخانية لمشاغلة الناس عن نتائج الإنتخابات وسوء الأوضاع الاقتصادية ومسارات ملفي المرحومين جوب وولدصمبه؟!!
يقينا هي ليست فتوى إذ أن الفقه شيئ وعلم الأنساب شيئ آخر....
حتى( التزكيات) الفردية والقبلية التى يمنحها العلماء لتأكيد نسب فرد هنا اوقبيلة هناك لايعتد بها فالموريتانيون اختاروا انسابهم على مقاساتهم الخاصة فاحدثوا زحمة سير فى طريق الإنتساب لآل البيت وصحابة رسول الله وعلية العرب
وفى تلك الزحمة تعمد المجتمع الطاغى إسقاط قبائل وفئات تحت ارجله فحرمها من الاقتراب من ( أشجار ) الأنساب( المقدسة) وحكم عليها بالذيلية والدونية
إذا الأنساب صنعناها ولم ننتظر أدلة تاريخية من أي نوع ولذلك فانسابنا ستبقى محل شك فالفئات والقبائل التى قهرها المجتمع قدتكون أكثر نبلا منه
وثمة خلط فى اللغة والمصطلح بين( صنهاجة) و( ازناكه) قائم لدى المؤرخين وعلماء الاجتماع والآثار وينبغى التحفظ والحذر من ترجمة( صنهاجة ) إلى( ازناكه) فالأولى ليست عبارة عربية والثانية ليست عبارة حسانية ويعنى ذلك ضرورة البحث عن الأصل اللهجي ل(صنهاجة) ثم ل( أزناكه) فمن العبث ترجمة عبارة لهجية مبهمة إلى عبارة لهجية أخرى مجهولة المصدر
ومع تضارب الأنساب محليا فلاشك فى عروبة معظم سكان البلاد وثمة قرائن سحناتية ولسانية وبصمات حضارية تؤكد ذلك حتى لو عجزنا عن التدليل عليه تاريخيا ف(الحسانية) لهجة عربية قحة هي اليوم وبنسبة80% أقرب لهجات الشعوب العربية للغة العربية الأم
فمن أين جاءت فصاحة الموريتانيين
هل جلبها البربر أم الامازيغ أم الزنوج أم القادمون من اليمن والذين يشكك البعض فى عروبتهم
وهل سبق اللسان العربي سكان هذه الأرض إليها أم وفد عليهم
الكثير منا يتغنى ببربريته وامازيغيته مع أنه لا شيئ يؤكد وجود بربر أو امازيغ على هذه الأرض باستثناء عبارات لهجية ورسوم وآثار ضعيفة اغلب الظن أن ضيوفا عابرين هجرة أو تجارة تركوها هنا ورحلوا
والواقع أن عودة جدل الأنساب فى هذا التوقيت بالذات مثيرة لانتباه من لم يلاحظ علاقتها بسياقات سياسية واجتماعية محلية
من المعروف أن تعقد الأوضاع يستدعى من الانظمة ذات الحس( الاستخباراتي) تفجير قنابل( دخانية) ينصرف إليها الناس ليحجب دخانها تضاريس واقع لاتريد الأنظمة لهم الانشغال به....
وهل يعقل أن يترك الناس للانشغال بنتائج الانتخابات وصخب ملف المرحومين جوب وولد صمبه وصعوبة الظروف المعيشية وضعف أداء الحكومة وهجرة الشباب وملف عزيز وتسريب الامتحانات
الشيخ الددو رجل اجتماعي متواضع لا يرد سائلا ولذلك من المحتمل أن( السائل) عن الأنساب طرح سؤاله بعناية فائقة وحرص على تسجيل جواب الشيخ صوتيا ثم وزع التسجيل على نطاق واسع لهدف يمكن تحديده عند التأمل فى سياقات اللحظة سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وامنيا.....
وفعلا يغطى دخان صوتية الشيخ ومنذ يومين المشهد المحلي افتراضيا على الأقل
حققت الصوتية هدف من يقف وراء تسريبها فالآن كل قبيلة تتساءل.....
هل نحن حقا (ازناكه )؟؟؟
بمعناها القدحي أم باصطلاحها( الصنهاجي )؟؟؟؟
واين انتسابنا لآل البيت وصحابة النبي صلى الله عليه وسلم وعلية العرب؟!!
تحسس البعض
تهكم البعض
تندر البعض
تشفى البعض درجة الشماتة وهكذا
المهم أن الجميع عالقون من يومين فى دخان معارك النسب الوهمية وغبار تاريخ غامض من العلاقات الاجتماعية
ويتضاربون الآن باوراق صفراء لأشجار( نسب) ذابلة خاوية على عروشها......
