الراصد : " لك الله يا وطني "
عتدما استقلت موريتانيا عن الاستعمار الفرنسي ، وشكلت حكومة المختار ولد داداه ظن الموريتانيون خيرا بالتحول من السلطة التقليدية :( سلطة الإمارة والقبيلة ) إلى سلطة الدولة المركزية ونظام الحكم الرشيد و إن كان ذلك مجرد ؛ ارهاصات لتقبل وجود سلطة ديمقراطية تحكم البلد ويكون الشعب فيها هو سيد الكلمة ، لكن سرعان ما صطدمت بحائط التكوين النسيجي لطبيعة المجتمع الموريتاني الذي تحكمه سلطة القبيلة والجهة وهذه لعمري سلطة مطلقة يصعب تجاوزها واستبدالها بوافد حضاري دخيل فمثلا : ديمقراطية الغرب المستوردة صممت وفق مناخ ومناطق تحكمها ايديولوجيات تؤمن بوجود الإنسان واحترامه واحترام حقوقه ، وإن اختلفت في الآراء فإن اختلافها لا يفسد للود قضية ، وتنبني خطتها في الحكم على وجود أحزاب قليلة لاتتجاوز رؤوس الأصابع للإستعانة بها في تشريع قوانينها ، وقد نجحت تلك الدول الغربية في هذا المسار وجعلت منه منهجا للحكم فيها وسياسة فريدة تعتمد عليها كتناوب سلمي على السلطة ؛ فهل نستطيع نحن كمجتمع صحراوي تحكمه الطبيعة البدوية باستيراد تلك التجربة والسير على خطاها كنهج يسمح لنا بتنظيم شؤون الحكم في بلدنا ؟
الإجابة طبعا بلا فعااداتنا وقيمنا وطبيعة تفكيرنا تختلف البتة عن أولئك ، فلا ديقراطية الغرب قدمتنا شوطا واحدا إلى الأمام ، ولا حكوماتنا المتعاقبة استفادت من تلك التجارب العادلة ، إن من عاصر حكم الرئيس :المختار ولد داداه ومحمد خونه ولد هيدالة ومعاوية ولد سيد أحمد ولد الطايع وانتهاء بحكم :محمد ولد عبد العزيز و محمد ولد الشيخ الغزواني لم يزد البلاد إلا تأخرا وقسم الدولة حسب المحاصصة وجعل لصوص المال العام يحكمون مفاصل الدولة وما لا يريدونه لن يسمحوا له بالوصول إلى منصب وإن كانت شهاداته تثقل كاهله ، وهذا ماانعكس سلبا على كل انتخابات تشهدها البلاد ، إن تغييب النخبة وأصحاب الكفاءة ، وجعل من لايستحقون القيادة في مراكز صنع القرار وهو لعمري : عين الظلم والحيف وأسباب انفلات الأمن وتراجع تسيير المرافق العمومية للدولة
سيادة الرئيس : غزواني ما شاهدناه من تعبير وضغط من الوزير الأول على الناس وتخويفهم وترهيبهم ينم عن ضعف كبير أمام خروج الشعب عن صمته وبحثه عن من
يستطيع قيادة سفينة التنمية و التقدم والازدهار ، ولن يحصل ذلك إلا إذا تغيرت موازين السياسة ولعبة الديمقراطية ويكون بجعل كل المهندسين في مجالاتهم ربان سفينة التغيير المنشود ، وهذا هو الضامن لتحقيق أهداف الألفية ، وتحقيقه بسيطا إن استبعدت كل الأيادي والشخصيات البرجماتية التي تسعى للتكسب على حساب شعبنا المطحون .
سيادة الرئيس : هذه الانتخابات كشفت النقاب عن المستور وعرت كل الذين لا يقبلون مشاركة الغيورين على تولي إدارة شؤون البلد فلا يسمح للمستقيمين بدخول معترك التنمية وماتدوير المفسدين منكم ببعيد ، وكأن البلد مكتوب عليه أن تحكمه مجموعة من المفسدين ذاقت طعم اختلاس المال العام واشترت به الدور والقصور وحولت كل أموال الشعب إلى حسابات خاصة في بنوك خارجية ، فلم تستطعيوا ثني شخص غير مسؤول عن استردداه لما سرق من المال العام .
سيدي الرئيس : قم بإجراء استفتاء على تنحية كل المفسدين ، واجعل كل شخص في مجاله : تبني موريتانيا ، وتتجاوز عقدة الخيبة وتستطيع النهوض ببلد مزقته فلول المفسدين الناقمين على تقدمه ، وجعلت من مساره الديمقراطي أضحوكة لكل مراقب يتابع وضعه عن كثب ، وما فوضى الانتخابات هذه الأيام إلا دليلا حيا على عظمة التلاعب بممتلكات المواطنين والنيل من شرفهم ، والتطاول على مقامهم دون وجه حق يذكر .
عاشت موريتانيا حرة آمنة مسالمة يتمتع فيها كل ذي حق بحقه .