الراصد : بلغني أن الشرطة الوطنية قد منعت إقامة التعازي لأسر قتلى الإرهابيين، وهذا تعسف غير لازم ولا ينبغي، وقطعا ليس من مسالك البحث عن حل مشكلة الإرهاب كما نسميه نحن المتضررين، وكما يسميه الإرهابيون جهادا...
لا أعتقد أن الفكر الإرهابي يعالج بالوعظ والإرشاد، لأن أغلب الواعظين والمرشدين، هم أصول لمنابع هذا الفكر، وأغلبهم كان له الأثر في بلوغ الإرهابيين ما بلغوا، وإن تاب أو رجع عن فتواه، فإن التمسك بالأصل عند الإرهابيين باق، لكن بالرجوع لملء الفراغ الذي يعانيه الشباب، سواء بالتشغيل أو التعليم، نكون قد وفرنا السبيل الوحيد للقضاء على هذه الظاهرة ...
واهم من يتصور القضاء عليها عسكريا، ما دامت منابعها متجددة، أو القضاء عليها بفتوى شرعي، لأن الفتاوي أيضا متجددة وخاضعة للمواقف السياسية إن لم تكن للمزاج وهوى النفس، ثم إن المغريات الواعدة، لها دورها، سواء بالمال الدنيوي أو الأخروي...
إن جذور الممشكل أساسا هي جذور اقتصادية، في عصر سادت فيه الروح المادية، ومن فقد ذلك سبيل، زاغ في وحل من الاوهام النفسية، تدفعه لأي نوع من الشذوذ الفكري والديني والأخلاقي