الراصد: اليوم و لأول مرة في تاريخها، مالي تنتج ذهبها الخالص بنفسها و دون الوصاية الأجنبية، فرغم انتشار مناجم الذهب في مالي منذ عقود، إلا أنها ظلت دائما تحت رحمة الشركات الأجنبية متعددة الجنسيات، و لم تستطع مالي طيلة هذه الفترة الإستفادة من تلك الثروة بشكل فعال.
ماحدث اليوم ليس نتيجة لضخ استثمارات هائلة من الحكومة و لا كرما مفاجئا من الشركات الأجنبية بل تطلب الأمر فقط و جود إرادة سياسية جادة، و قرار صارم بالقطيعة مع الإستعمار و مخلفاته.
اليوم خسرت فرنسا موقعها كرابع أكبر رصيد من الذهب في العالم بعد استيقاظ الملاك الحقيقين لتلك الثروة و نفض غبار التبعية عن مواطني مصادر ذلك المخزون المسروق.
سبيل إفريقيا الوحيد للنهوض ليس عبر القروض و لا عبر الاستثمارات الأجنبية بل عبر تأميم الثروات الوطنية و توطين الخبرات و الإستقلالية التامة سياسيا و اقتصاديا
حينها و حينها فقط سيأتي الغرب صاغرا يستجدي مايسد رمقه من بعض ما أفاء الله على هذه الأرض من ثروات لم يعرف أهلها بعد قيمتها و لم يعملوا على تثمينها.
من ص/ المامي ابراهيم مكي