وأخيرا كرَّمكم غزواني بلقائه ...

جمعة, 16/12/2022 - 13:40

الراصد ـ جرى اللقاء .. إلتقيتم غزواني بعد ساعات طويلة من الإنتظار تخللها سيلٌ من الشائعات مفاده أن غزواني عدَل عن الإجتماع بكم وكلّف ولد مرزوك بالمهمة، وأن عليكم أن تعرفوا أن هواتفكم ستصادر منكم لحين إنتهاء الإجتماع، كما يمنع طرح نمط من المشاكل التي من شأنها أن تكدِّرَ الصفو وتسبب الحرج كفشل النظام عن تحقيق إنجاز من أي نوع خلال ثلاث سنوات ونيف وفشل حكوماته المتعاقبة وتدوير المفسدين وتمكين القرابة والجهة والمنافقين والمتملقين على حساب الكفاءات والوطنيين وغياب الأمن في البيت وفي الشارع وعلى تخوم الحدود وتكميم الأفواه وتضييق الحريات والإختفاء القسري والوضع المزري للبلاد وغياب رؤية من أي نوع لإنتشالها، ينضاف إلى ما سلف فشل بالكامل في قطاعي الصحة والتعليم، فما آلا إليه من تدهور لا تخطئه عينٌ حتى ولو كانت موالية حد التزلف، يكفي ويغني عن الذكر ....

كلُّ هذا وذاك وأنتم سواء منكم من جاء تحت مسميات أو بصفته الفردية راضون بل ومستعدون للرضوخ للمزيد من الإملاءات والشروط في سبيل تحقق اللقاء والذي جاء مقتضبا بعد طول انتظار، وبعد أن أخذ منكم الجَهد والتعب والجوع وبرد ديسي مبلغهم، في الوقت الذي نعم فيه غزواني بنومة كهفية أنسته "تنقاس" الشاب الحر ولد بيللاهي، خرج عليكم بعدها وسمع منكم ما يريد أن يسمع من إطراء وتثمين وزدتم عن غيركم بإعطائه كأسا وشهادة تقدير يعرف في قرارة نفسه أنها غير مستحقة، ثم توالت مداخلاتكم والتي صبت جميعها في المتوقع، كالترشيحات والإمتيازات والصفقات والتسهيلات واللقاءات الفردية، في حين غابت مشاكل جالياتكم وهمومها وتجاهلتم التهجير القسري للآلاف من أبناء وطنكم إلى هذه البلاد بفعل الظلم والغبن والقمع والتنكيل والسجن وكبت الحريات تحت إنفاذ قانون الرموز.

خرج غزواني مثلما دخل وسط التصفيق والهتافات المؤيدة والداعمة بينما عدتم أنتم بوعود ستدخل موسوعة "تعهداتي" مع إضافة العابرة للقارات ... ويبدأ يوم كل واحد منكم بما يمليه واقعه وتفرض ارهاصات عمله.