إذا خذلتك الثقافة فالبس ثوب السياسة!

أحد, 20/11/2022 - 12:31

الراصد : في مدينة جربه التونسية الجميلة تنعقد قمة الفرانكفونية الولية.
الفرانكفونية, كما يظهر من اللفظ تقوم على أساس لغوي نطقي هو "تحدث اللغة الفرنسية".
ولكن هذا الأساس يهتز بقوة منذ سنوات بسب تراجع اللغة الفرنسية أمام الانجليزية ولغات أخرى.
ويبدو أن فرنسا التي عليها مدار منظمة الفرانكفونية, قد أرادت تعويض ذلك التراجع بالسياسة والديبلوماسية, فشجعت دولا كثيرة على الانضمام لهذه المنظمة; كأعضاء أو مراقبين أو منتسبين... حتى شملت دولا تمثل الفرسية فيها 0% مثل قطر والإمارات...!
وحتى بين الدول ال54 كاملة العضوية نجد بلدانا لا وجود معتبرا فيها للغة الفرنسية.
خذوا مثالا أرمينيا التي كانت تتولى رئاسة المنظمة لدورتها الفائتة, فإن إحصاءات مرصد اللغة الفرنسية التابع للمنظمة, تقول إن عدد الناطقين بالفرنسية من سكانها لا يتجاوز 0,3%!
وتقول نفس الإحصاءات إن عدد الناطقين بالفرنسية في ألبانيا مثلا, وهي عضو كامل لا يتجاوز 1%, وفي مصر 3%, وفي السينغال 26%, وفي مالي 17% (والفرنسية هي اللغة الرسمية فيهما)...
أما موريتانيا, وهي كاملة العضوية فيقول نفس الإحصاء إن 13% من مواطنيها يتحدثون الفرنسية!
فهل هذا صحيح؟!
هناك ملاحظتان:
الأولى: أننا لا نعرف المستوى المطلوب ليكون المرء متحدثا بالفرنسية; هل يكفي أن يكون قادرا على العد من 1 إلى 100 بالفرنسية, ويقول في تحيته "ساڤاه" ونحو ذلك, أم لا بد أن يكون قادرا على تصريف الفعل "avoir" ومتابعة نشرة RFI ولو بالفرنسية السهلة (français facile)....؟!
الملاحظة الثانية: اللغة الفرنسية رغم جمالها وجاذبيتها, ليست بتلك الأصالة والعراقة; فمصطلح الفرانكفونية
(la francophonie)
ذاته مثلا ظهر لأول مرة سنة 1880م!!
 
م محفوظ بن أحمد