الراصد: الكتاب يفتقد اللغة الأدبية الرصينة ، ويفتقر في أحداثه إلى الإحكام وإلى أقل مستوَى من الإبداع، بل إلى أقل مستوى من العقل والحِسِّ السليم ،
الكتاب لم يتعب صاحبه في تكوين نفسه تكوينا لغوِيا وأدبيا ، بل لا أُبْعِدُ إذا قلت إنه لم يقرأ عشرة كتب من أمهات الأدب العربي التي كتبها طه حسين والجاحظ وأضرابهما ،
أتمنى أن تفهموا أن الأدب الفصيح يعالج فيه الأديب مايجري في أرْدَأ حَيٍّ من أحياء المدينة وفي أوسخ زُقاق مِن أزِقَّتِها ، وهذا هو مايعرف بالواقعية الأدبية ، وهي خصلة مستجادة عند أكثر أهل الشأن ،
ولكن ليس معنى ذلك أن ينزل عن لغة الكاتب الأديب بما فيها من فصاحة وميل إلى مايألفه العقلاء وأهل الفكر ، فيذهب بخياله إلى الضحالة والإسفاف ، وينحدر بلغته إلى الركاكة والابتذال ، وكل هذه السيئات الأدبية اقترفها (كتاب آلمودات ) .